تدفع التحولات والتطورات التي تشهدها الساحة السياسية، خصوصا في المنطقة العربية، إلى إعادة النقاش بشكل مستمر حول العلاقة بين الفاعل السياسي والإعلامي، وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والباحث بلال التليدي، أن تحكم البعد السياسي في جنس الخبر وقدرته على هتك حصن مهنة الصحافة، يشكل خطرا على الصحافة والمعلومة وعلى السياسة والوطن.
وأضاف التليدي، في تصريح لـ pjd.ma أن إشكال العلاقة بين الجانبين، يتأثر بطبيعة الجنس الصحفي، فالمادة الخبرية تضمن للصحفي قدرا من الاستقلالية، وذلك بفضل الالتزام بقواعد وأخلاقيات المهنة، وهذا ما يحمي الخبر من أن تتدخل السياسة في تكييف عناصره واتجاهاته.
وتابع قائلا: “لكن الأجناس الأخرى التي تكون فيها مساحة كبيرة للرأي والتعليق والتفسير من الصعب جدا أن نجد الصيغة التي تُحمى بها من تدخل السياسة، خصوصا وأن هناك نوعا من الالتزام السياسي والفكري الذي يرتبط به كل صحفي أو كل إنسان”، مبينا أن هذا الالتزام يؤثر في المواقف والآراء التي يتخذها أو يعبر عنها الصحفي.
وشدد التليدي، على أن جوهر ودور الصحافة الرئيس هو تنوير المواطن بالحقيقة، مشيرا إلى أن السياسة حين تخترق حدود الصنعة الخبرية، فإن هذا يمثل خطرا لا ينبغي السكوت عنه.