محمد عصام يكتب: رجاء لا تزعجوا إلياس في العيد!!!

إن قلبه لا يتحمل، وفرحته بالعيد لا تتسع ليجاورها ما ينغص عليها ابتهاجها، فرجاء أوقفوا حصاركم لفرحة العيد في قلب إلياس العماري، فلا تجعلوا صور الحسيمة المخضبة بالدماء والمتشحة بالحداد تجتاح التواصل الاجتماعي كي  تصل إلياس،  فتذهِب عنه فرحته بالعيد، وتنغص عليه بهجته، ولربما أدخلته في أزمة اكتئاب لا قدر الله، قد تلحق أضرارا بالوطن ومن فيه. 

لماذا أيها الفسابكة  لا تقدرون المقامات ولا تحترمون الرتب والمواقع، ففرحتكم ليست بالضرورة كفرحة إلياس، وما نغص عليكم عيدكم لا يستحق أن يكون كذلك لإلياس، فإلياس ” جبلون باطنه فولاذ”، فعودوا إلى رشدكم قبل أن تقعوا في الفتنة، فرب راع يحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا إن لكل عيد حمى، وحمى فرحة إلياس لا مكان فيها لا للحسيمة ولا لدماء أبناءها المراقة بسخاء على إسفلت الطرقات، ولا لأنين الأمهات ولوعة الأطفال، فرحة إلياس ” مقدسة” فاسمعوا وعووا أيها الفسابكة قبل أن تحل قريبا من داركم غضبة من إلياس لا تبقي ولا تذر، وقد أعذر من أنذر. 

أيها الريفيون من أبناء الحسيمة، ماذا دهاكم وماذا أصاب ذكاءكم؟ أنسيتم أن ابنكم إلياس الذي ألبستموه حلل “القبول “برضاكم، والذي ما قطع يوما وصال الحب لروابيكم، التي منها  أينعت حيواته التي تدلت قطافها بما لذّ وسما من المناصب والرتب بعد صولات “للنضال” مشهودة، فلم تعكرون صفوة عيد مستحقة لرئيس جهتكم بعد تعب رهيب من حمل همِّكم، وتجشم الصعاب من أجلكم؟!  أليس إلياس ولا أحد غير إلياس من استطاع أن يأتي بالفتح المبين،  فينظم لكم مناظرة عجز الأوائل واللاحقون عن تنظيم مثلها، ثم لما بدا عدم رضاكم عنها، أليس إلياس ولا أحد غير إلياس من تبرأ من المناظرة؟

لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم، فلا تقولوا لماذا تبرأ ولا لماذا نظم؟! ولا تسألوا لماذا طنجة وليس الحسيمة؟  وقبل هذا لا تسألوا لماذا صام عن الكلام حتى الآن ولا لماذا نطق اليوم؟ أليس في مثل هذه التفاصيل يسكن الشيطان  وأبناؤه وحفدته فاستعيذوا بالله منه ومن ذريته إلى يوم الدين.

قولوا أيها الفسابكة ومن سار على نهجكم  واستن بسنتكم، وصادف هواه هواكم! ماذا تريدون من إلياس أكثر من هذا؟ وافصحوا عمن “حرشكم ” من الخارج،  ومن دعمكم من جندهم في الداخل حتى تقتحموا على إلياس فرحته؟ أليس في الأمر علاقة بأجندة ” سلفية موغلة في الدموية”؟ أو ” أخونة” أو حتى ” تشيع ” مادام الفرق بينهما أرق من شعرة معاوية؟ أليس فيكم  يا سكان العالم الأزرق رجل رشيد يرعى لفرحة إلياس  بالعيد مقامها، ويصون لبهجة قلبه إشراقها؟ فإن في فرحته فأل خير  لكم  وتباشير أعياد لبنيكم ولحفدتهم من بعد، ذرية بعضها من بعض الى يوم الدين. 

أيها الريفيون، اسمعوا وعوا، أنا إلياس منكم وإليكم، لكن بدون دماء ولا حزن على الجبين!!  أنا منكم وإليكم ولكن بدون غضب ولا هدير،  وبلا مسيرات ولا مظاهرات، يكفيني منكم فرحة زائفة تطارد الحزن في قلوبكم، وتبدد الألم ولو تصنعا في قسمات الاطفال ورزانة الشيوخ ولوعة الأمهات، أنا منكم ما فرحتم، وأنا بريء منكم حين خضبتم بالدم زينة عيدكم، عودوا لرشدكم واثبتوا على سنة نبيكم فالأعياد أفراح لا تنقضي، والغضب فتنة لا قاع لها،  ملعون من أيقظها، ولو كان جائعا استبدت  به مسغبة قاتلة، أو استبد به ألم فراق على من غيبوا ظلما في غيابات السجون وتوسدوا إسفلتها البارد القاتل. 

أيها الريفيون إلياس يقول لكم ليس من حقكم في شيء أن تحزنوا،  فالأحزان مواسم معلومة وأيام معدودة محصورة، من تعداها فقد تعد حدود الله وتجرأ على الحمى يوشك أن يقع فيه، وإنه من أعلى كرسيه في الجهة ليرى رؤوسا قد أينعت وقد حان قطافها، وهامات قد تجرأت فأفسدت العيد، ربما وراءها مؤامرة خارجية، تريد إفساد الأعياد بعد أن عم الفساد البر والبحر والجو، ولم تسلم منه الإدارة ولا الأحزاب، وعم كل شيء الخراب، فرجاء اتركوا لنا العيد واتركوا إلياس لا تفسدوا عليه ولا تنكدوا عليه فرحته.   

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.