التليدي يكشف النقاب عن “موجة رابعة من الإرهاب”

في تحليله للهجمات “الإرهابية” التي استهدفت برشلونة وطرغونة الاسبانيتين، والتي أعادت طرح الإشكالات المستعصية للحالة الإرهابية بأوربا، أكد الكاتب والباحث بلال التليدي، أن أوربا مرت من أربع موجات إرهابية، حيث انطلقت الموجة الأولى بهجمات نسبت لمجندين من أصول عربية تشربوا أفكارهم من الجماعات “الجهادية” في مصر وغيرها. مشددا على أن هذه الموجة جعلت الغرب يطرح سؤال الإسلام وتجديد الحقل الديني.

في الموجة الثانية التي مثلها تنظيم القاعدة، يقول التليدي في مقال حمل عنوان “إشكالات مستعصية في موضوع الإرهاب في أوروبا”، نشر بـ “العربي 21″، ظلت الأسئلة ذاتها تتكرر، لكن هذه المرة، طرح سؤال جديد يرتبط بالتأطير الديني في الخارج ومسؤولية الدول (الأصل) في التأطير الديني للمساجد والمركز والجمعيات الإسلامية الموجودة بأوربا.

وذكر التليدي أن الموجة الثالثة التي مثلها تنظيم داعش، وبعد أن تغيرت بنية الظاهرة الإرهابية، بتغير معايير الاستقطاب والتجنيد، إذ أصبح التدين أمرا ثانويا ضمن معايير الاستقطاب، وصار التركيز أكثر على أصحاب السوابق والذين لهم قابلية سلسة للانخراط في شبكات للتهريب، في هذه الموجة تعقد السؤال أكثر.

“وزاد الأمر تعقيدا في الموجة الرابعة، التي تشترك مع الثالثة في كل العناصر إلا ما يرتبط بجنسية منفذي الهجمات”، يقول التليدي، وأوضح “إذ صار الاستقطاب يمس في هذه الموجة الرابعة مواطنين أوربيين خضعوا للنموذج التربوي والتعليمي الأوربي، ويحلمون ثقافة أوربية ولا يربطهم بالإسلام والتدين صلة عميقة في الغالب”.

وفي تحليله للأسباب التي تدفع مواطنا أوربيا خضع للتعليم الأوربي وتشرب الثقافة الأوربية من الأوعية الغربية التربوية والثقافية والإعلامية، لأن يكون فريسة سهلة للتجنيد الإرهابي، قال التليدي إن الأمر يرتبط بتوتر له ثلاثة أبعاد مشتبكة، الأول يعكسه توتر بين الميل للتدين واستسهال الجريمة، وهو ما يفسر أن عددا من منفذي هذه الهجمات يتأرجحون بين التدين وبين الجريمة وكون عدد منهم لهم سوابق في الجريمة.

الثاني، يقول الكاتب، يعكسه توتر في الهوية والانتماء، بين هوية الدولة الأصل والهوية الأوربية، وأما الثالث، فيعكسه التوتر الذي يشكله من جهة الانتماء الأوربي والشعور في جهة مقابلة بالتمييز وعدم تكافؤ الفرص لكونه يتحدر من أصول غير أوربية”.

 
 
 
 
شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.