أكد المحلل السياسي بلال التليدي، أن الديناميات والتطورات الأخيرة التي تجري على مسرح الحدث في العالم العربي تنبئ بوجود محاولات مطردة لاستعادة الهدوء في العديد من مناطق التوتر، وبداية التفكير في تأمين وضع يتمتع بقدر من الاستقرار ولو كان مشوبا بالحذر.
وبعد أن استشهد التليدي، بالوضع في العراق وسوريا وفلسطين واليمن ومنطقة الخليج، أكد أن هذه النماذج تحمل عددا من المؤشرات التي يمكن قراءة مجموعها على أساس وصول تناقض الإرادات الدولية والإقليمية في المنطقة إلى نقطة اللاعودة، وأن العالم صار يفتقد قواعد النظام التي يمكن أن يعول عليها لتسوية النزاعات، كما فقد بشكل حاسم دورا قياديا يستطيع أن يضغط في اتجاه تحكيم بعض القواعد الزاجرة لاستتباب الأمن وتثبيت الاستقرار.
والأهم من ذلك، يقول التليدي، في مقال رأي حمل عنوان “العالم العربي: محاولات لاستعادة الهدوء، ولكن..”، نُشر اليوم الثلاثاء بموقع “العربي 21″، أن هذه المؤشرات تكشف أن إستراتيجية تمزيق العالم العربي ونشر الفوضى فيه، في ظل صراع دولي على مصادر الطاقة، ووجود قوى إقليمية شديدة التباين في مصالحها الإستراتيجية في المنطقة، سيكون مآله تهديد هذه المصالح برمتها، وعدم التحكم في الأدوات والواجهات التي تُستعمل في حروب الوكالة، وتهديد التوازنات الكبرى في المنطقة.
وتابع الكاتب قائلا “بدون شك، خلف البحث الاستراتيجي عن الهدوء، ثمة رهانات أمريكية على تغيير أدوار في المنطقة، عبر تجريب تكتيكات أخرى يمكن أن تكون مؤثرة”، واستدرك “لكن مفعول هذه المحاولات ليس أكيدا”.
وخلص التليدي، إلى أن هذه المحاولات رغم بعدها التكتيكي، تبقى مجرد التفاف على حيثيات وضعية هشة، وأنه دون مصالحة حقيقية في العالم العربي، تنطلق من تقدير مصلحة قومية، فإن المحاولات الأمريكية لاستعادة الهدوء سترى في المدى القريب والمتوسط صعوبات وإكراهات حقيقية تمنع فعاليتها وتنزيلها على واقع الأرض.