اعتبر الكاتب بلال التليدي، أن فرصا مهمة أمام المغرب لضمان ريادته في محيطه الإقليمي، وذلك من خلال تقوية جبهته الداخلية ونموذجه الديمقراطي.
واعتبر التليدي، في مقال رأي على “عربي 21″،أن المغرب تقدم على أكثر من مستوى وحقق اختراقات غير مسبوقة في سياسته الخارجية، بل واستطاع تجاوز العديد من التحديات التي كادت تعصف بشراكاته الإستراتيجية في المنطقة.
وتابع أن معالم هذا التقدم برزت في التمدد نحو إفريقيا وإبرامه عددا هائلا من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية، وتفكيكه للمحور الجزائري النيجيري الجنوب إفريقي، وتعميق العلاقات الإستراتيجية مع دول الخليج، وتجديد مضمون الشراكة مع الاتحاد الأوربي التي لا زالت معالمه تتبلور من جديد.
وشدّد التليدي، على أن كل تلك المنجزات لم تسلم من تحديات متعاظمة يحاول المغرب تدبيرها ضمن معادلات جد صعبة، وغير مضمونة النتائج، على رأسها تحدي الجغرافية السياسية، بحيث لا يمكن أن تنجح إستراتيجيته في التمدد الإفريقي دون ضمان حد فوق المتوسط من التطبيع الدبلوماسي مع موريتانيا، وتحدي النفوذ الفرنسي التقليدي في المنطقة، على اعتبار أن مزاحمة فرنسا في حديقتها الإفريقية الخلفية، سيزيد من حجم التوتر في العلاقات المغربية الفرنسية.
وأضاف التليدي، في سرد باقي التحديات، حالة الفوضى واللانظام التي يعيشها العالم، وافتقاده اليوم لقواعد حاكمة في تسوية النزاعات الدولية ما سيحكم على إستراتيجية المغرب في تنويع الشركاء بالهشاشة، إلى جانب تحدي الأزمة الخليجية/الخليجية.
وأكد التليدي، بخصوص كسب رهانات الريادة، على ضرورة الاستثمار في البحث عن خيارات للتطبيع الدبلوماسي مع موريتانيا، وبناء تفاهمات مسبقة مع فرنسا على الواجهة الإفريقية، والسعي لإحداث مصالحة بين دول الخليج تؤمن له، في حالة بقاء وضع التوتر بين قطر والرباعي الخليجي، استمرار العلاقات الطبيعية مع كل دول الخليج.
وشدّد التليدي، أيضا، على أهمية الاشتغال في المجال الديني بمنطق الشراكة الثلاثية مع المراكز والجمعيات والمساجد الإسلامية في أوربا من جهة، ومع الدول الأوربية من جهة ثانية، ومع بعض الدول العربية والإسلامية التي تتمتع بجاليات كثيفة في دول أوربا من جهة ثالثة.