التليدي يكشف كيف اخترق المغرب المحور الجزائري النيجيري الجنوب الافريقي

أكد الباحث والكاتب بلال التليدي، أن “فترة عقد ونصف من الزمن كانت كافية بالنسبة للملك محمد السادس لأن يحدث تحولا استراتيجيا في سياسة المغرب الخارجية بشكل عام، وفي سياسته لحل نزاع الصحراء وفق الرؤية المغربية بوجه خاص”، معتبرا أن هذا ما يجعلنا نلاحظ وجود مراجعة كلية لمفردات الدبلوماسية المغربية، واعتبار التوجه الاستراتيجي نحو إفريقيا مدخلا أساسيا لحل النزاع.

وبحسب ما قال التليدي في مقال رأي حمل عنوان “هل نجح المغرب في تفكيك المحور الجزائري النيجيري الجنوب إفريقي؟”، نُشر بـ “العربي 21” اليوم الاثنين، إن الموضوع “بدأ بالتوجه نحو دول غرب إفريقيا، بعقد شراكات إستراتيجية وإبرام عدد هائل من الاتفاقيات الدولية في العديد من المجالات”، ثم توجهت السياسة الخارجية المغربية نحو دول شرق إفريقيا، يقول التليدي، وتابع “ثم الدول الإفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية، وتُوج ذلك بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي، ثم طلبه الانضمام للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وإبرامه عددا كبيرا من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع دول إفريقيا”.

وذكر الكاتب أن المغرب له توجُه حثيث لاختراق المحور الجزائري النيجيري الجنوب إفريقي، حيث بدأ بمد جسور الحوار مع نيجيريا التي نجح في الأخير إلى كسبها، ثم عمل بعد ذلك على إذابة الجليد في العلاقة بينه وبين جنوب إفريقيا، بلقاء جمع الملك محمد السادس وجاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا في قمة أبيدجان الأخيرة، والإعلان عن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بتبادل السفراء، والعزم على تطوير التعاون بين البلدين.

وخلص التليدي إلى أن هذه التطورات لم تكن لتحصل دون ثلاث تحولات في السياسة الخارجية الدولية والإقليمية والمحلية. واسترسل “أولها، توجه الدول الكبرى نحو إفريقيا، باعتبارها قارة المستقبل، والثاني انهيار الاقتصاد الجزائري وضعف الاستقرار السياسي والمؤسساتي بها، والثالث استثمار المغرب للتطورات الدولية والإفريقية، وإنتاجه لسياسة خارجية جديدة ساهمت في تمدده الجيوستراتيجي في القارة”، وهي سياسية قائمة على الأمن والشراكة الاقتصادية، واعتماد سياسة جديدة للهجرة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.