أكد الكاتب والباحث بلال التليدي، أن ديناميات السياسة الدولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعكس حجم تخبط المنتظم الدولي، وتابع “فلحد الآن، وبسبب التناقض والفوضى في الاتجاهات، لم ترتسم معالم هذا النظام، ولا يبدو في الأفق تبلورها في السنوات القادمة”.
وأضاف التليدي ” ثمة حديث عن الفوضى واللانظام، لكنها سمات تعكس أزمة مخاض النظام الجديد، أكثر مما تعكس سماته الجديدة”، واسترسل في مقال رأي حمل عنوان “صور من تناقض اتجاهات السياسة الدولية”، نُشر اليوم بالقدس العربي، أن المثير في هذه الاتجاهات، أنها قلبت صورة الديناميات التي سادت لأكثر من قرن من الزمان، سواء ما تعلق بتوتر العلاقات الدولية، أو بلحظات التوافق الحذر، أو بانشطار المجتمع الدولي إلى معسكرات ثلاثة، ثنائية قطبية بين القوتين العظميين أمريكا وروسيا، ودول عدم الانحياز.
وقال التليدي “الظاهر، أن مسرح السياسة في المنطقة، أصبح يتغذى بفعل الإرادات الإقليمية أكثر منها بسياسة الفاعلين الدوليين الكبار مثل أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي، وصار التناقض بين مخرجات هذا الفعل هو الصانع للحدث وتطوراته، وربما المفسر لما سيكون عليه النظام الدولي في المرحلة الجديدة”.
وبعد أن تطرق الكاتب للحالة الخليجية والملف الإيراني والتركي وملف الصراع العربي الإسرائيلي والوضع المصري، قال إن الوضع على مستوى شمال إفريقيا ارتسمت تقريبا فيه نفس السمات المتناقضة، موضحا أنه في الوقت الذي عرفت فيه تونس والمغرب ارتباكا سياسيا، برزت صورته في إحداث تغييرات حكومية مطردة على مدى سبع سنوات منذ الربيع العربي، تعكس تعديلا مستمرا لموازين القوى، انتهت في الأخير إلى ترسيم وفاق محكوم بإضعاف موقع الإسلاميين في موازين القوى. وفي المقابل، يؤكد التليدي “برزت مؤشرات عودة الحراك الاجتماعي مع تبني المغرب وتونس للمقاربة الأمنية في التعاطي معه”.