حامي الدين: انتخابات 2021 خلفت كوارث حقيقية في المؤسسات المنتخبة

قال عبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إن انتخابات 8 شتنبر 2021، كانت كارثة حقيقية، ومنها تأثيرها على تراجع منسوب الثقة، حيث بدأ المواطن المغربي يتساءل عن جدوى الانتخابات والعمل السياسي.
وأضاف حامي الدين في كلمة له خلال أشغال المجلس الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بفاس، 25 فبراير 2024، نحن بسبب تلك الانتخابات نعيش حالة غريبة وغير مسبوقة، ومن ذلك ما نراه من نقاش برلماني ضعيف جدا.
واسترسل، كما أن طبخة 8 شتنبر أعطت لنا 26 نائبا برلمانيا في حالة متابعة قضائية، مما جعل البرلمان يتصدر الأخبار، ليس بما هو منوط به من مهام دستورية، بل بسبب أخبار هذه المتابعات الرائجة، والمرتبطة بالفساد، وتبديد أموال عمومية أو نهب المال العام، معتبرا أن هذا الوضع يعود بنا إلى الوراء.
وذكر حامي الدين أن الرسالة الملكية التي بعث بها إلى البرلمان، نبهت ودعت إلى الرفع من جودة النخب البرلمانية والمنتخبة، كما دعت البرلمان إلى مدونة سلوك أخلاقية، مشددا أن هذه رسالة إلى موجهة كذلك إلى كافة النخب من أجل رفع المستوى.
وتوقف حامي الدين عند الأزمة التي تعيشها جماعة فاس، مبرزا أن هذا الوضع معمم على مختلف الجماعات الترابية، كمكناس والرباط والدار البيضاء وغيرها، بسبب وجود نخب لا تريد خدمة الصالح العام، بل تعتبر أن العمل السياسي مجرد وسيلة من أجل الاغتناء وجمع المال.
حكومة فاشلة
وفي الشأن الحكومي، قال حامي الدين إن الحكومة قدمت العديد من الوعود الانتخابية المغرية، على أساس ثلاثة محاور رئيسة وهي الصحة والتعليم والتشغيل، غير أن الواقع أكد فشلها الذريع في هذه المجالات وفي التعامل مع الإشكالات التي ظهرت الآن بسبب إجراءات حكومية غير مناسبة.
ومن ذلك، يردف عضو أمانة “المصباح”، توقف التلاميذ المغاربة عن الدراسة لأزيد من ثلاثة أشهر، فضلا عن الأزمة التي تلوح في الأفق في مجال الصحة بسبب إضراب الطلبة، إضافة إلى فشلها الكبير في الوفاء بوعودها المرتبطة بالتشغيل.
ونبه حامي الدين، إلى أن شعار الدولة الاجتماعية الذي رفعته الحكومة هو “مجرد مناورة”، مبرزا أنها استغلت بعض البرامج الاجتماعية السابقة لأجل ترديد هذا الشعار، دون تملك رؤية واضحة لتفعيله، مرجعا سبب هذا إلى أنها في وضعية تضارب مصالح وزواج للمال بالسلطة، وهو وضع لا يؤمن أصحابه بالدولة الاجتماعية.
واسترسل، ومن أدلة ذلك الواضحة أيضا، أن السياسة الضريبية كلها لصالح رجال الأعمال الكبار، وضد مصالح الطبقة المتوسطة والفقيرة، مشيرا إلى ما وقع في استيراد الأبقار والأضاحي خلال الأزمة المتعلقة بغلاء أسعار اللحوم الحمراء، دون أن يؤثر هذا الاستيراد على الأسعار، لأنه كان بهدف خدمة مصالح فئة الكبار.

كفاءات “المصباح”
وجدد حامي الدين ثقته بالكفاءات التي يتوفر عليها حزب العدالة التنمية، مشددا أن التجربة الحكومية والجماعية الحالية أكدت بما لا يدع مجالا للشك، أن “المصباح” يتوفر على جيش من الكفاءات والأطر التي تفوق بكثر مستوى من هم في الأغلبية الحكومية الحالية.
وأردف، كما أنه يتوفر على تجربة في التدبير الحكومي، وليس فقط في المعارضة، مما يجعله اليوم يقوم بدوره من موقع المعارضة وهو مسلح بالعلم والتجربة السابقة، وليس على المزايدات، منوها في هذا الصدد بنزاهة ونظافة يد منتخبي العدالة والتنمية، سواء عبر الحكومة أو الجماعات الترابية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.