الشوباني لـــ” الخبر”: التحضير للانتخابات سيكون كارثيا إذا بقيت الداخلية خاضعة للوبيات الريع والفساد الانتخابي


11-09-12
اعتبر الحبيب الشوباني، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن حزب العدالة والتنمية ،ما يميز حزب العدالة والتنمية في أدائه السياسي هو حرصه الدائم على مصداقية السلوك السياسي الذي يعني التقارب الشديد بين الخطاب والسلوك وخدمة المصلحة العامة ومكافحة الفساد في تدبير الشأن العام، مشيرا في مقابلة مع يومية ” الخبر” في عدد يوم الاثنين 12 شتنبر 2011، إلى أن وزارة الداخلية خارج منطق الدستور الجديد وتمارس دورها بمنطق قديم، محذرا من مغبة طريقة تحضيرها للانتخابات الذي :” سيكون كارثيا إذا لم تنتبه إلى أصوات الحكمة والعقل وبقيت خاضعة للوبيات الريع والفساد الانتخابي”.
وفي ما يلي نص المقابلة :

ما هي مميزات الأداء السياسي لحزب العدالة والتنمية؟
حزب العدالة والتنمية حزب وطني يقوم على جعل كرامة الوطن والمواطنين والمصلحة العليا للبلاد خارج الحسابات السياسوية الصغيرة و فوق كل اعتبار ، ونحن نفهم أيضا أن المصلحة العليا للبلاد لا يمكن تصورها إلا في ارتباطها بثوابت البلاد التي تمت دسترتها مجددا كتعاقد وكإجماع وطني بما هي تعزيز دعائم بناء مجتمع مغربي إسلامي وفي ظل نظام سياسي ملكي يعزز الوحدة الوطنية ويتناغم مع مقتضيات الدولة الديمقراطية ومقتضيات العصر. من هنا فإن ما يميز حزب العدالة والتنمية في أدائه السياسي هو الحرص الدائم على مصداقية السلوك السياسي الذي يعني التطابق أو التقارب الشديد بين الخطاب والسلوك وخدمة المصلحة العامة ومكافحة الفساد في تدبير الشأن العام والتعاون مع مختلف الفرقاء السياسيين والمدنيين للدفاع عن كرامة المواطنين في إشراك وتفاعل ميداني معهم ..هذه السمات هي التي تجعل شعبية حزب العدالة في تصاعد رغم حملات الخصوم التشهيرية ورغم ضربات ومؤامرات بعض الأجهزة المشبوهة والإعلام غير المهني من المندسين هنا وهناك في تلابيب الدولة..هذا هو النفس العام الذي يعمل بهم مناضلو الحزب ومنتخبوه وبرلمانيوه  وعموم المسؤولين المحليين ..
كيف يتخذ الحزب مواقفه السياسية في ظل بعض التصريحات التي يدلي بها قياديوه بين الفينة والأخرى وتخلق نوعا من الالتباس عند البعض؟
الحياة السياسية في المغرب مطبوعة بالرداءة عموما ..هذه الرداءة مرتبطة بعبث الدولة وتحكمها في الحياة السياسية ( التلاعب بالانتخابات نموذجا) ومرتبطة أيضا بغثائية وتقادم النخبة الحزبية وهياكلها ومرتبطة أيضا بعدم مهنية وحيادية كثير من منابر الإعلام الرسمية والمسماة مستقلة..هذا الوضع غير الصحي هو الذي يتم فيه تهميش أشياء ومواقف مهمة وتضخيم قضايا عادية ..ونحن ألفنا أن تصدر في حقنا بلاغات من وزارة الداخلية وتسخير الإعلام الرسمي لشن حملات تشويه لمواقف الحزب أو بعض رموزه..ليس معنى هذا أن تصريحات ومواقف قيادة الحزب معصومة من الخطأ .. ولكن ما يجب التأكيد عليه أننا حزب مؤسسات وقرارات جماعية ويخضع المسؤولون للمحاسبة في المؤسسات المختصة عند الاقتضاء..لكن في أجواء أخوية وديمقراطية لأن رأسمالنا الحقيقي هو الرصيد الهائل من الثقة الذي يجمع بيننا كأعضاء وكمسؤولين.
لماذا صعد حزب العدالة والتنمية من لهجته في انتقاد الحكومة، ووزارة الداخلية تحديدا؟
وهل حزب العدالة والتنمية هو فقط من صعد لهجته ضد الحكومة؟ ماذا يقول الناس في الشوارع والأسواق والاحتجاجات التي لا يخلو منها إقليم أو جماعة ؟..حزب العدالة والتنمية حزب يعارض الحكومة ويكشف أعطاب تدبيرها السياسي والاقتصادي وغير ذلك..لنتذكر أنه لولا يقظة حزب العدالة والتنمية لتم تفويت 7% من حصة الدولة في اتصالات المغرب للشركة الفرنسية..هذا دورنا ونقوم بما نقدر أنه يخدم الشعب المغربي ويدافع عن مصالحه الحيوية..أما وزارة الداخلية فهي خارج منطق الدستور الجديد وتمارس دورها بمنطق قديم وتحضيرها للانتخابات سيكون كارثيا إذا لم تنتبه إلى أصوات الحكمة والعقل وبقيت خاضعة للوبيات الريع والفساد الانتخابي..إذن المشكلة ليست في حزب العدالة والتنمية ولكن في استمرار الممارسات التي تدفع المغرب إلى حافة اغتيال الثقة لدى المواطنين في بناء مجتمع يثق في قدراته ومؤسساته ويتمتع برؤية واضحة لمستقبل أفضل له ولأجياله القادمة.
هناك من يظن أنكم تتطلعون إلى رئاسة الحكومة وتعتبرون أنفسكم أحق بها، هل هذا صحيح؟ وما هو منهجكم في التعامل مع اللعبة الديمقراطية؟
أولا أنا لا أفهم في مجال السياسة المسؤولة أن يكون هناك حزب يحترم نفسه ولا يتطلع إلى موقع القرار لينفذ برنامجه ويساهم في صياغة حركة المجتمع وفق رؤاه وبرامجه..حزب من هذا النوع يجب أن يتحول إلى زاوية بشيخ ومريدين وطقوس..فهذا أريح له وللناس..نحن في حزب العدالة والتنمية نتطلع بشكل مشروع وديمقراطي إلى أن نحظى بثقة الناخبين ونمكن من تنفيذ برنامجنا الذي سيكون وثيقة تعاقدية معهم من أجل مغرب نريد له عنوان ومضمون وروح مغرب العدالة والتنمية ..ونحن واثقون، وبلا غرور، أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة وفي إطار منظومة قانونية انتخابية عصرية ومتلائمة مع المعايير الديمقراطية المعتمدة في البلدان الديمقراطية ستمكن حزب العدالة والتنمية من الرتبة الأولى بلا جدال..أليس قد كان حزب العدالة والتنمية هو الأول من حيث عدد الأصوات في انتخابات 2007 ؟ ما الذي تغيير إذن اليوم..هل يمكن لحكومة في أدنى مستويات الاحترام الشعبي أن تقدمه للناس حتى يتوجوها في ضعفها وبلقنتها وضعف فاعليتها؟..إذن حزب العدالة والتنمية ، كحزب يؤمن بالتنافس الديمقراطي ، واثق بأن تحرير الحياة السياسية من التحكم والانتخابية من الفساد سيرفع من يستحق الرفع وسيخفض من يستحق الخفض..وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

حاوره: عادل الكرموسي

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.