ما سر صحوة كرة القدم الوطنية ؟

محمد الطالبي

عرفت كرة القدم المغربية طفرة نوعية في الآونة الأخيرة توجت بمنجزات مهمة على المستوى القاري والعالمي، من خلال تأهل المنتخب الوطني المغربي لنهائيات كأس العالم بروسيا، وفوز نادي الوداد الرياضي بعصبة الأبطال الإفريقية، إضافة إلى تأهل المنتخب الوطني للمحليين لنهائيات كأس إفريقيا على بعد خطوة من الفوز باللقب القاري لأول مرة في تاريخه.

 من جهة أخرى فقد استطاع المغرب تنظيم تظاهرات كروية عالمية وقارية بنجاح، حيث استطاع أن ينظم نهائيات كأس العالم للأندية لمرتين متتاليتين، ونهائيات كأس إفريقيا للمحليين، نالت على التوالي تنويه كل من الاتحاد الدولي “الفيفا” وأيضا الاتحاد القاري “الكاف”.

الرؤية الإستراتيجية

أكد مهدي الحداد، صحفي بجريدة “المنتخب” المتخصصة في الشأن الرياضي، أن أهم أسباب نجاح المغرب في الآونة الأخيرة على المستوى الكروي راجع إلى الرؤية الإستراتيجية التي نهجتها الجامعة الملكية لكرة القدم التي أحدثت “ثورة في تسيير وتدبير الشأن الكروي بالبلد”.

وتابع أن قدوم الناخب الوطني “هيرفي رونار” وتغيير إدارة المنتخبات الوطنية، شكل نقطة فاصلة، حيث حدث انسجام بين الأطر الوطنية والمحلية، وأضفى المدرب الجديد بصمة خاصة على أداء المنتخب الوطني، وهو الذي راكم تجربة مهمة في مساره كمدرب.

وأضاف المتحدث أن ثمار هذه التغييرات أدت إلى تأهل المنتخب الوطني الأول إلى الدور الثاني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بعد 14 سنة من الغياب، ثم التأهل التاريخي لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بعد غياب دام 20 سنة.

وتابع أن هذه الصحوة التي عرفتها الكرة المغربية، خاصة الانجازات التي حققها المنتخب الوطني، ترجع أيضا إلى الحظ، بحيث إن “تحقيق هذه النتائج تزامن مع وجود جيل من اللاعبين المحترفين في كبريات الفرق الأوربية، إذ لدينا 50 لاعبا محترفا في مختلف الدوريات”.

وأشار حداد أن هذه الانتصارات التي حققها أسود الأطلس في الآونة الأخيرة كان لها انعكاس ايجابي كبير على البطولة الوطنية وأداء الفرق المحلية، حيث استطاع نادي الوداد الرياضي أن يفوز بعصبة الأبطال الافريقية بجدارة واستحقاق.

مرحلة جديدة

أكد حداد أن كرة القدم المغربية كانت تعرف “مرحلة فراغ طويلة”،  فباستثناء تأهل المنتخب في فترة المدرب بادو الزاكي لنهائيات كأس إفريقيا بتونس، فإن “أداء المنتخب الوطني عرف تراجعا مهولا منذ 1998 حين شارك في كأس العالم بفرنسا.

وأشار أن هذه الفترة التي عرف فيه أداء المنتخب تراجعا كانت “فترة صعبة في تاريخ كرة القدم المغربية، وكان المنتخب يصنف فيها في رتب متأخرة على الصعيد الإفريقي والعالمي قبل أن يرجع إلى ترتيب متقدم مع توالي الانجازات الأخيرة”.

ووصف حداد ما تعيشه الكرة المغربية ب “المرحلة الجديدة”، التي بدأت بمنجزات مهمة وقطعت مع مرحلة من الفراغ والغياب على المستوى القاري والعالمي.

رهان كأس العالم

إضافة إلى المنجزات التي حققتها الفرق الوطنية على المستوى القاري والعالمي، فإن المغرب نجح أيضا في رهان تنظيم رهانات كبرى ككأس العالم للأندية لمرتين متتاليتين، وكأس إفريقيا للمحليين الذي مازالت أطواره مستمرة.

حداد، اعتبر ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم 2026 أكبر تحدي، مشيرا أن المغرب “لديه من القدرات ما يكفي لينال ثقة الاتحادات العالمية ويستضيف هذه التظاهرة التي كان مصرا في الكثير من المحطات على تنظيمها”.

وتابع أن هناك “ست ملاعب جاهزة تماما لاستقبال العرس العالمي، وأوراش مفتوحة لملاعب الحسيمة وجدة وتطوان التي ستكون جاهزة قبل الحدث العالمي،  ف “الفيفا” تطلب إعداد 10 ملاعب وملعبا آخر احتياطيا، والمغرب قطع أشواطا مهمة في ورش البنيات التحتية”.

إضافة إلى ذلك، يقول المتحدث ذاته، إن المغرب راكم تجربة في تنظيم تظاهرات عالمية وقارية آخرها كأس إفريقيا للمحليين الذي كُلف المغرب بتنظيمه شهرا فقط عن موعده، بعد أن تعذر على غينيا الاستوائية تنظيميه، وأبان المغرب في هذه الدورة عن قدرة كبيرة في التعبئة والتنظيم.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.