ماذا وراء “تبخيس” مسيرة الرباط التضامنية مع فلسطين؟

أكد محسن مفيدي الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بجهة الدار البيضاء سطات أن ” التفاف  المغاربة حول القضية الفلسطينية كان دائما مبدئيا، والقضية الفلسطينية هي معركة كل الأحرار في العالم”.

وعن الصورة التي تم تداولها يوم أمس الأحد 13 ماي الجاري بكونها تعكس حجم المسيرة الشعبية للتضامن مع فلسطين، قال مفيدي في تصريح لـ “pjd.ma”، إن “الصورة التي تم تداولها أخذت بطريقة لئيمة، وأنا كنت شاهدا أن الصورة أخذت عند نهاية المسيرة”، مضيفا أن “المشكل ليس مرتبطا بعدد الحاضرين، رغم أن الحضور كان مقدرا ومحترما، ولكن هو مرتبط بأولئك الذين قاطعوا المسيرة من الهيئات السياسية التي غلبت الحسابات السياسية الضيقة على القضية الفلسطينية”.

وأردف: “المسيرة أدت دورها ووجهت الرسائل لمن يجب أن تصل إليه، وشكلت دعما معنويا كبيرا جدا للأحرار في فلسطين”، مشيرا في الآن ذاته إلى أن “هناك من لا يفوتون أي فرصة لتشويه حزب العدالة والتنمية، ويمنون النفس في إظهاره ضعيفا في وسط المجتمع وهذا أمر غير صحيح بتاتا”.

كما أكد مفيدي أن “حزب العدالة والتنمية وكافة المكونات الشريكة له تعاملت بشكل مبدئي مع القضية الفلسطينية وانخرطت في التعبئة وفق الإمكانات المتاحة والظروف الوطنية التي نعيشها، وكانت هناك استجابة مقدرة جدا”، متأسفا “لكون بعض الفئات السياسية الأخرى الموجودة في المجتمع اكتفت بالمزايدة، ولم تقم بدورها الأساسي في التعبئة لنصرة القضايا الإنسانية العادلة، كالقضية الفلسطينية”.

“أما استغلال مثل هذه الفرص، فأنا أقول لهم بشكل واضح فليبحثوا عن أشياء أخرى، لأنه والحمد لله حزب العدالة والتنمية لا زال يشكل أملا كبيرا لفئات  المجتمع المغربي، وهذا الاستهداف الدائم والمتكرر والغير المفهوم يؤكد على أن هناك من لا زال يحن إلى زمن التحكم والفساد والاستبداد ويريد أن يستثمر في مزيد من تفجير حزب العدالة والتنمية والترويج كأنه انتهى”، يضيف مفيدي.

وأكد المتحدث أن “حزب العدالة والتنمية لم يعتبر أبدا أن مسيرة الأمس معركة سياسية ومصيرية بالنسبة له، بل اعتبرها من باب الواجب، ولو كان يراعي الحسابات السياسية الضيقة لاستشعر أن الجو الوطني الذي نعيشه وتأثيرات حملة المقاطعة الآن لتعامل حتى هو بخبث وحذر، لكنه تعامل بتلقائية ومبدئية وآثر نصرة القضية الفلسطينية دون استحضار  للحسابات السياسية، وهكذا سنظل، ولن يتم أبدا عزلنا عما تعيشه الأمة”.

من جهته، قال عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع،  إن “الذين استهزؤوا بالمسيرة التضامنية مع فلسطين يوم أمس قد سجلوا أنفسهم من حيث لا يدرون في مربع المطبعين والمتصهينين الذين ما فتئوا يحاولون إبعاد المغاربة عن القضية الفلسطينية وعن أوقافهم في القدس”.

وتساءل هناوي في تصريح لـ “pjd.ma”: “ماذا قدم المستهزؤون والمزايدون لفلسطين وقضيتها، ونحن نشهد الآن سقوط أكثر من 37 شهيدا في مسيرات العودة على حدود غزة، بينما الأمريكان يحتفلون بنقل سفارتهم للقدس؟” مضيفا: “ماذا سيقول تاريخ المغاربة عن هؤلاء في لحظة فارقة من تاريخ الأمة والصراع بين الحق والباطل؟”.

وتابع: “نحن اليوم نقاطع بعض البضائع والمنتوجات، فهل نقاطع حتى فلسطين؟”

وأردف : “نقول لهؤلاء المزايدين، اليوم أو غدا أو بعد غد، إن خرجتم دعما لفلسطين سنخرج معكم مهما كان لونكم السياسي والفكري، لأننا نؤمن بالقضية الفلسطينية كعقيدة وكمبدأ وليست كمزايدة سياسية ضيقة”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.