حسن حمورو يكتب: لـ”الصباح” وغيرها… “أهل مكّة أدرى بشعابها”

حسن حمورو


نشرت جريدة “الصباح” ضمن ركن “تحت الدف” في عددها ليوم الخميس 25 أبريل 2024، ما يمكن اعتباره دعوة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الأستاذ عبد الإله بنكيران، للتنحي عن قيادة الحزب، وتسليم مفاتيحه للشباب، ومرد هذه الدعوة حسب “تحت الدف” هو نتائج الحزب في الانتخابات الجزئية التي جرت في هذه الفترة.

ونصبت “الصباح” نفسها محامية لمن سمتهم بزعماء “التجمع الوطني للأحرار” والأصالة والمعاصرة”، ضد الخطاب الانتخابي للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، واعتبرت أنه يتوجه إليهم بنعوت قدحية، هي السب في عدم إحراز الحزب لمقعدي انتخابات فاس الجنوبية وبنسليمان.

وفي البداية، لابد من التوجه بالشكر لهذه الجريدة، على هذا الاهتمام اللافت بحزب العدالة والتنمية، الذي إن دل على شيء فإنما يدل على مكانة الحزب في المشهد السياسي، على الرغم من أن النتائج المعلنة لانتخابات 8 شتنبر 2021، جعلته في الرتبة الثامنة، وهي رتبة مهملة، تفرض على “الصباح” وغيرها من الجرائد التي تعتبرها نفسها كبيرة، عدم الاهتمام بالعدالة والتنمية، باستثناء إذا كانت الجريدة ومعها مهندسو انتخابات 2021، يعلمون في قرارة أنفسهم أن هذه النتائج ليست حقيقية، وفي هذا اعتراف ضمني بأن الانتخابات شابها ما شابها، مما كشفت عنه السنتين ونصف الماضية، ومما ستفضحه الأيام المقبلة.

أما عن قيادة حزب العدالة والتنمية، فليست “الصباح” ولا غيرها من يفهم أو يقدّر من يصلح لها، ولا شأن لـ”الصباح” ولا من يغدق عليها بالاشهارات، بهذا الموضوع، لأن “أهل مكة أدرى بشعابها”، ومناضلو العدالة والتنمية، شبابهم وغيرهم، أدرى بمصلحة حزبهم وأدرى بمساهمته في تحقيق مصلحة وطنهم قبل ذلك، وهم وحدهم من يقررون في الموقع التنظيمي الذين يرونه للأستاذ عبد الإله بنكيران أو غيره من قيادة الحزب، وهم وحدهم من يحددون من يتولى الأمانة العامة وفي أي وقت ومرحلة، في إطار حرصهم الراسخ على استقلالية حزبهم، وتشبثهم بمبادئه الأولى.

فلذلك فلتوفر أقلام “الصباح” مدادها، لخدمة من تجمعها بهم عقود الاشهار وهواتف التعليمات، أما حزب العدالة والتنمية، فلا خدمة يمكنها أن تقدمها له، أكثر من الموضوعية والمهنية والانصاف في نشر الأخبار والتقارير حوله، وحول قضايا الوطن بشكل عام.

أما عن مشاركة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تأطير اللقاءات الانتخابية، فلا يمكن لكاتب “تحت الدف” أن يكون قد نسي أن حزب العدالة والتنمية، حقق انتصارات انتخابية باهرة وغير مسبوقة، بقيادة الأمين العام نفسه، فكيف يسعى لـ”مسح السما بليكَة” فقط لأن الحزب لم يظفر بمقعدي الانتخابات الجزئية بفاس الجنوبية وبنسليمان، في ظل قيادة الأستاذ بنكيران للحزب؟

إنه من المتفهم أن تلجأ “الصباح” لهذا النوع من الكتابة، التي تسعى إلى إحداث تناقضات جيلية داخل حزب العدالة والتنمية، أسوة بغيرها من جرائد ومواقع “المؤلفة جيوبهم وحساباتهم البنكية”، بعد توالي مؤشرات نجاح الحزب في استعادة مكانته السياسية تدريجيا، وبخطى ثابتة وواثقة، بمساهمة مقدرة وكبيرة للأمين العام الأستاذ عبد الإله بنكيران، ومن أراد من باقي أعضاء الأمانة العامة للحزب، وباقي القيادات.

ومن المتفهم كذلك، أن تتضاعف مثل هذه الكتابات، وربما ستتحول إلى حملات كلما اقترب موعد المؤتمر الوطني المقبل للحزب، لان خصومه يعرفون جيدا أنه من طينة مختلفة، وأن بذور التعافي التنظيمي والانتخابي، ما تزال بداخله، وأن شروط نهضته قائمة، ما حافظ على وحدته وعلى مبادئه وعلى تعاون مناضليه.

وبخصوص النتائج السياسية للانتخابات الجزئية بفاس الجنوبية وبنسليمان، فيكفي أن تجمع “الصباح” ما كُتب حولها، وتقارن العدد بما يُكتب عادة عن الانتخابات الجزئية، لتكتشف أن العدالة والتنمية أكبر الفائزين، لأنه جعل من انتخابات جزئية تكاد تكون مهملة، حدثا سياسيا اضطر معه حزب رئيس الحكومة، والأحزاب المتحالفة معه، إلى إعلان حالة الطوارئ، ظهرت أعراضها بشكل جلي في تأجيل جلسة عرض الحصيلة المرحلية للحكومة، وفي الظهور الباهت والمرتبك لرئيسها أثناء عرضها، واضطراره لطلب لقاء تلفزي في الموضوع !

بكلمة، حزب العدالة والتنمية غادر غرفة الإنعاش التي أُريد له أن يقبع بها، وبدأ يتعافى من “الأزمة القلبية” التي أرادوا له أن يعيش بها …(يُتبع)

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.