أحمد صدقي يكتب :إجراء حكومي كبير في المجال البيئي …يتم تجاهله

13.06.12

أحمد صدقي
خلال اليوم الدراسي المنظم بمجلس النواب مؤخرا لتعميق النقاش في القانون الإطار للبيئة والتنمية المستدامة عبر النائب احمد صدقي عن فريق العدالة والتنمية على استغرابه الكبير بخصوص تجاهل الجميع للإجراء البيئي الهام والكبير الذي جاءت به الحكومة بخصوص إجازة الترخيص للبناء بالطين والمواد التقليدية في إطار ضابط البناء الجديد…
وعلى هامش اللقاء أكد النائب صدقي انه بالفعل صادق المجلس الحكومي ليوم الخميس 23 ماي 2013 على مشروع مرسوم يتعلق بالموافقة على ضابط البناء المضاد للزلزال المطبق على المباني المنجزة بالطين٬ وبإحداث اللجنة الوطنية للمباني المنجزة بالطين مؤكدا على انه لأول مرة وتبعا لذلك ستتمكن الجماعات المحلية من الترخيص للمباني المقامة بالمواد التقليدية خصوصا منها الطين.

مضيفا أن ذلك بطبيعة الحال يمثل طفرة نوعية وكبيرة في مجال التعمير وفي اختصاصات ومسؤوليات المجالس الجماعية في مجال الترخيص بالبناء.. وهذا التعديل تم تأسيسه على مجهود علمي كبير شاركت فيه وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة بتنسيق مع وزارة التجهيز والنقل وبتعاون مع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية٬ والمدرسة الحسنية للأشغال العمومية٬ والمختبر العمومي للتجارب والدراسات٬ وجامعة كاليفورنيا في بيركلي٬ ومعهد جيتي للمحافظة على المآثر التاريخية بلوس أنجليس٬ ويهدف إلى تعزيز مقاومة البنايات المنجزة بالطين للهزات الزلزالية٬ وتثمين المواد التقليدية المحلية المستعملة في البناء٬ وضمان سلامة الأرواح والممتلكات٬ وسد الفراغ القانوني في هذا المجال.

مؤكدا انه لأول مرة وبشكل فعلي نسجل إعادة الاعتبار للخصوصيات المحلية في مجال البناء مع التأسيس للمحافظة على تراثنا القديم في البناء وتشجيع استعمال المواد التقليدية والطبيعية المحلية بشكل صديق للبيئة…

وقد تم النظر إلى هذا الموضوع من زوايا مختلفة ولكن مع الأسف تم إغفال الزاوية البيئية ونحن نعيش فعاليات اليوم العالمي للبيئة واحتضان المغرب لفعاليات مؤتمر عالمي في التربية البيئية…وهذا القانون الجديد يمثل تجسيدا فعليا لمقتضيات وفلسفة السياسات الصديقة للبيئة…وسيمكن من معالجة التمثلات الذهنية الخاطئة التي تربط البناء الطيني بالفقر وبالدونية
الاجتماعية…والتي يعززها رفض الجماعات المحلية للترخيص للبناء بالطين…بسبب غياب قانون يجيز ذلك.

واستدرك النائب صدقي أن البناء بالطين والمواد التقليدية له خصائص ومزايا صحية وبيئية عديدة لا يسمح المجال بسردها…
مبرزا أن هذا الإجراء الذي يتزامن مع مناقشة قانون البيئة والتنمية المستدامة على صعيد المؤسسة التشريعية يمثل في الحقيقة طفرة نوعية وانجازا بيئيا كبير وان تغافل الجميع مع الأسف على إبرازه وتثمينه…

وخلص إلى انه مع الأسف أمور مهمة تتم حاليا في المغرب في صلب التطورات الحقيقية ولكن يتم تجاهلها…واعتبر هذا التعديل الجديد على ضابط البناء من أكثر القرارات أهمية في المجال البيئي في المدة الأخيرة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.