نداء الرحموني إلى حماة الإصلاح الديمقراطي

إنهم يريدون اغتيال الأمل في الإصلاح، لننتبه ولنحذر

خالد رحموني*

معركة الإلهاء عن مكاسب المرحلة، تستعر،
فلنتحصن بقيم نبل السياسة والتجرد ونكران الذات، ولنعتصم بمؤسساتنا الديمقراطية، ولنركن إلى يقين صلابة منطقنا في الإصلاح،
على الرغم مما يمكن أن نسجله من استدراكات أو ملاحظات نقدية أو مراجعات أو اختلافات،
لنحذر من الانحشار في دوائر رد الفعل، ولنملك ناصية إرادتنا في التفكير والتقرير والتقدير والتدبير،
تلك قوتنا ، هي كامنة في استقلال ارادتنا عن شبكات النفوذ والزبونية ومركبات الفساد وبنيات الاستبداد،
دعونا لبعض الوقت نلمح إلى أسلوب قوى الردة الديمقراطية ورؤيتهم في ادارة الصراع في المرحلة،
لننتبه فالصراع الديمقراطي وجب أن يلتفت إلى التناقض الرئيسي حول بناء الديمقراطية،
الصراع الحقيقي هو حول الاصلاح ومنطقه، وليس حول أدواته،
لا يجب أن نخطئ العنوان والمتجه، هم يريدون الاجهاز على المرحلة بتحالفهم مع الاستبداد وكل من استفادوا من رحيقه المفسد في سالف الاعوام،
المعركة ضد الفساد والاستبداد، وليست ضد من يريد النضال من أجل الاصلاح واقرار الدولة الديمقراطية العادلة،
الصراع الحقيقي بين قوى الاصلاح وخصومه، بين حماة الديمقراطية والارادة الشعبية المتبلورة انتخابيا ومؤسساتيا، وبين حلفاء الاستبداد وشبكات الفساد الكامنين في الدولة والمجتمع،
الصراع – في العمق لإصلاح الدولة، وإنهاض المجتمع،

1-إرادتهم:
إنهم يريدون اغتيال التجربة الاصلاحية ومخاض الانتقال الديمقراطي الوشيك بالمغرب سياسيا ومعنويا، ويكرسون جهدهم وحلفهم لبث خطاب الهزيمة الفكرية والسياسية والنفسية فينا، لنسلم بتحليلاتهم ومصادراتهم ومواقفهم ومقولاتهم ورؤيتهم للاشياء،
فلنحذر،
إنهم يريدون أن يفتعلوا لنا المعارك في الهامش، فلنكن متيقظين،
إنهم يريدون أن يخلقوا لنا دوائر الفعل ورد الفعل، ويصوغوا قضاياهم على منوال التيئيس والتبئيس والتبخيس،
فلننتبه،
إنهم يريدون أن يجعلونا أداة وساحة لمعاركهم ويقحمونا في أجنداتهم، ويحددوا مساحات ومحاور اللعب قصدا منهم لتبديل قواعده، فلنكن أذكى وأرقى وأوفى.

2-سلاحهم : الإشاعة والتوهيم والتوهين :
–         بث الإشاعة المخدومة محاولة لصناعة رأي عام يستجمعون له الظهير والنصير، ويستعيظون به عن عجزهم الصميم وبؤس خطابهم اللئيم وتيههم المستوطن؛
–         بناء وإثارة قضايا جانبية ووهمية وتضخيمها والنفخ فيها، على حساب العمق والارادة اليقينية في الاصلاح؛
–         توهين ارادة الاصلاح، وفت عضد طاقة الصمود وتصفية خطابات الامل غير الكاذب في امكانيات الفعل وانتزاع المبادرة للانجاز.

3-أدواتهم في المعركة، الكذب وبث الشقاق:
انها معركة مستعرة، تتوسل بأدوات رخيصة وخسيسة وتستثمر في أساليب واطئة أخلاقيا ومتهافتة سياسيا،
هي حرب الإشاعات المسربة والأكاذيب القذرة المخدومة للنيل من الرصيد الاخلاقي والسياسي والنضالي للعدالة والتنمية وقادته، بغاية إفشال تجربة الإصلاح والانتقال.
إنها تستعر، مع كل موعد انتقال أو كسب أو انجاز أو صمود أو حتى انتصار في منطق المرحلة.

4-وأدواتنا الصدق والمصداقية والمبادرة وبث نفس ومنطق الوفاق:
في أولى المراحل كانت غايتها التمهيد لخطوة الانقلاب السياسي على الإرادة الشعبية وحكومة الانتقال الديمقراطي، كمقدمة لاغتيالها معنويا وسياسيا بعد توهينها وانهاكها في معارك جانبية، وفشلت الخطة على صخرة صمود سياسي على قاعدة المبادئ والقيم والاساس الديمقراطي للتجربة،
لكن هيهات،
والان انتقلوا الى مستوى اخر من الصراع حول انهاك قوى الاصلاح، والهائها، وكما كانت قيمنا ومصداقيتنا وثقتنا في الله ثم في ديمقراطيتنا ومؤسسيتنا وصلابتنا هي العاصم، فستظل كذلك في المرحلة رصيدا للنضال والصمود والصلابة في الموقف ازاء ذات القوى،
فكل تلك الدعاوي ، محض تخرصات ، بل انها مجرد أضغاث أحلام ، بل أمنيات عاجزة،
ونحن  نصر على المضي قدما، حتى آخر رمق،
مصداقيتنا أقوى من وهنهم،

5- للتلبيس والاستعمال الانتهازي لوسائل الكيد حظ في محاولة الإرباك :
إن تلبيس الحق بالباطل والإشاعات المدروسة والمنظمة، التي تقف وراءها جهات محترفة وخبيرة، تمضي على قدم وساق، لإرباك التجربة الإصلاحية الوليدة المنتخبة في استشارة انتخابية سابقة لأوانها، بوأت العدالة والتنمية موقع الصدارة من المشهد بامتياز، وكانت عنوانا فارقا ولا زالت في إدارة الشأن العام في البلد، بعد الهبة الشعبية الديمقراطية التي أعقبت 20 فبراير، واستجابت لنداءات الإصلاح والتغيير النابعة من رحم الأمة والمجتمع،
فتحالف قوى الردة السياسي وأجهزة الرصد والردع السلطوي والاستبدادي محلية كانت أو ادارية أو حتى سلطوية واعلامية تجمع المعلومات وتبثها بنظام فيما يشبه الحرب الإعلامية، وبخطة من يجد الوفاق مع قطاع الطرق من محترفي الفساد ومدمني الاستبداد أعداء الحرية والإصلاح والتغيير، تلبس الحق بالباطل، وتصنع من الحبة قبة وتوفر الأجواء المؤدية للإفشال والتحطيم والإثارة الرخيصة وتعزيز التناقضات، وتصنع بيئة لهزم حماة الوطن و دعاة الإصلاح وبناة الديمقراطية ،
 لكن أنى لهم ذلك..
إنها – إذن – حرب الإشاعات والأكاذيب والبهتان، الموجهة بشكل منهجي ومنظم لتدمير سمعة البلد برمته، والنيل من تماسك قادة الإصلاح الديمقراطي فيه  ..

6- طبيعة الصراع في المرحلة، من عوامل تعرية منطق تحالفهم :
إن تلك القوى والتحالفات التي تفتل في حبل الفساد والاستبداد والجمود والانتظارية والفراغ ، تلك التي تراكم المنافع على ظهر الوطن والشعب، وتخاف من موجات الإصلاح وردات التغيير، والتي صورت لنا كثيرا من رموز البؤس وبعض الكائنات الكريهة في تدبير الشأن العام،  ذات يوم بأنهم نخب صالحة  وخبيرة وذات فعالية وتميز، وتعمل على تبييض وجوهها القاتمة و تلميع صحائفها الكالحة، وبأنها تسير على خطى المصلحين والمدبرين الجيدين –هكذا زعموا-
أقول تلك القوى هي نفسها التي  عملت على نسف التجربة الاصلاحية وتلغيمها ، وهي تعمل اليوم-وباستماتة وقتالية – على شيطنة الحكومة المنتخبة من أجل إفشالها..، وتعويق مسارها الإصلاحي ، ومحاولة توهين البيت الداخلي للعدالة والتنمية، وإشاعة بالونات وفقاعات الوهم والكذب والنميمة،  بغية الاغتيال المعنوي والسياسي للعدالة والتنمية وحلفائه ، كمقدمة لكبح قدرته على التحويل الديمقراطي والتنموي للبلد، والاصرار على المضي قدما في برنامج إصلاح الدولة وإنهاض المجتمع،
شعبنا –وفي القلب منه كل قوى الاصلاح الديمقراطي -أذكى من أن تنطلي عليه حرب الإشاعات والأكاذيب والبهتان، تلك ،
فلنحذر،
وإن غدا لناظره ، قريب،

عضو الامانة العامة للعدالة والتنمية

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.