مصطفى الحيا لـ”MAROC HEBDO”: ماتعيشه الدار البيضاء ليس وليد اليوم

13.10.30
أجرت أسبوعية “ماروك إيبدو”، في عددها 1044، (من 25 إلى 31 أكتوبر الجاري)، استجوابا مع مصطفى الحيا، عُضْو مَكْتَب مَجْلس مدينة الدار البيضاء، ورئيس مُقاطعة مَولاي رشيد، تحدث فيه عن مجموعة من الأسباب التي تعرقل تدبير العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، كما تطرق الحيا، إلى قضايا أخرى تتعلق بتدبير الشأن المحلي بمدينة البيضاء.
 
لاشيء على ما يرام في مجلس مدينة البيضاء، ماذا يقع بالضبط ؟
 الخطأ هو الاعتقاد أن ما يقع هو وليد اليوم، أو وليد أربعة أو خمسة أيام، فمجلس الدار البيضاء يقف على بُركان ساخن مُنذ عدة سَنوات، أَكبر مُدُن المَمْلَكَة وأكبر جماعة حضرية تضم 147، مستشارا جماعيا، إنها عبارة عن غابة إسمنتية كل شيء فيها يسير عكس التيار.
 
 فما الذي يُعرقل السير العادي للأمور ؟
 إنه سُوء التدبير والانفراد بالمَسْؤُولية في المجلس، ورئاسة لا تُبالي برأي الأعضاء الآخرين للمكتب المسير، نحن اليوم عشرة أعضاء في المكتب، وفقط ثلاثة لهم الحق في النيابة، وإذا تم تهميش السبعة الباقين، فلا مَفَر من الشلل كما هو الوضع حاليا.
 
نعرف الجفاء الحاصل بينكم وبين محمد ساجد، عمدة المدينة، هل هذا هو سبب توجيهكم أصابع الاتهام إليه وتحميله مسؤولية ما تعيشه المدينة من مشاكل ؟
هذه حقيقة لا يمكن إخفاؤها، فالجميع يعرف بأننا غير متفقين، لكنه يظل خلافا في طريقة التدبير، من الناحية الإدارية، فأنا أرفض السكوت والرضوخ إلى أمر الواقع، على أخطاء فادحة يتم ارتكابها في حق ملايين المواطنين، سيما أن صاحب الجلالة، وضع في خطابه الافتتاحي للدورة البرلمانية الحالية يوم 11 أكتوبر المنصرم، (وضع) الأصبع على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الواقع المزري للمدينة.
 
 ما هي هذه الأسباب في نظركم ؟
ضعف الحكامة، كما أوضح جلالة الملك، أيضا هناك التدبير الانفرادي لأهم القطاعات، فضلا عن وجود نقطتين سوداوتين، تؤرق المدينة، كما ورد في الخطاب الملكي، والأمر يتعلق بالنظافة من جهة، والتطهير من جهة ثانية. ما كنا ننتقده طيلة السنوات الماضية، أكده الملك في خطابه، فطيلة عشر سنوات الماضية، لم ينجز المجلس ما يتوجب عليه فعله، من أجل حماية المدينة من الأضرار الناجمة عن سوء التدبير، وعليه يجب تحديد المسؤوليات والأشخاص المتسببين في هذه الأضرار، وبما أن ساجد قد انفرد بالمسؤولية والمبادرات والإجراءات فهو اليوم يتحمل لوحده تداعيات ذلك التدبير الفردي وهي تداعيات، عنوانها “الإخفاق وخيبة الأمل”.
 
هذا يعني أن باقي أعضاء المجلس، كانوا يقبلون بالوضع القائم دون أن ينبسوا ببنت شفة ؟
في 26 شتنبر المَاضي استدعى العمدة أعضاء المكتب للاجتماع، وكان الهدف أخذ وجهة نظرنا بخُصُوص قطاع النظافة بالمدينة، وأيضا نهاية العقدة مع ثلاث شركات هي “سيتا البيضا” و”سيجيديم” و”تيكميد”، غير أن الاجتماع انعقد ثلاث أيام بعد مرور الإعلان عن طلبات العروض من أجل عُقد جديدة نشرت في ثلاث جرائد وطنية، لقد أعلن العمدة عن ذلك، قبل استدعائنا، وفي ذلك إهانتنا، سيما أنه طلب منا الإدلاء بمقترحاتنا في موضوع أعلن عنه، أليس هذا تصرفا يتسم بقلة الأدب.
هكذا إذا، يتم تدبير شؤون أكبر مدينة مغربية، من طرف رجل يقرر لوحده في كل شيء، بينما الأعضاء يظلون مغلوبين على أمرهم، وبمجرد توجيه أحدهم انتقادا إلى العمدة، يسارع لنزع التوقيع بالنيابة منه.
 
وجهتم اتهاما إلى ساجد في 6 يونيو الماضي خلال دورة عادية كونه استعمل وسائل ضغط من أجل تمرير صفقة محطة المعالجة الموجودة بسيدي البرنوصي لصالح المقاولة “Degrement” وهي فرع من فروع شركة Suez Environnement ؟
 دعني أقول مرة أخرى، بأن ذلك ليس اتهاما بل هناك معطيات تقنية لاغُبار عليها، ويمكن لأي مختص في الإعلانات عن العروض إثباتها، فقد تمكنت، بصفتي عضوا في لجنة المُتابعة من الوُقُوف عند عُيوب شكلية تخللت الملف المعني، وكنت دوما مؤيدا لفكرة فتح تحقيق من طرف الوزارة الوصية في موضوع الإعلان عن العروض، وأطالب اليوم بتدخل المجلس الأعلى الحسابات على الخط لكشف خبايا الأمور.
 
 ماهي النقط السوداء الأخرى، بخصوص سوء تدبير الدار البيضاء؟
 المدينة تعاني من سوء النظافة، ويتمثل ذلك في انتشار الأوساخ وقلة النظافة، فأحياء واسعة كثيرة لا تتمكن من التخلص من النفايات سوى ثلاث مرات في الأسبوع، رغم انتقال ميزانية المجلس خلال العشرية الأخيرة من 26 مليار سنتيم سنويا إلي 38 مليار برسم هذه السنة و57 مليار برسم السنة المقبلة 2014، هل يصرف كل هذا المال لتظل المدينة متسخة ومتعفنة، أعتقد بأنه عندما تفشل سياسة ما، فيجب تغييرها فورا.
 
ولكن للدار البيضاء مشاكل أخرى ؟
 بكل تأكيد، وبغض النظر عن النظافة والتطهير يجب إعادة ترتيب كل شيء، حتى إذا أردنا فعلا تتجنب حالة الشلل التي تصيب المدينة عند تساقط الأمطار. يجب توفير خدمات جيدة لنقل المواطنين. يجب إضافة مساحات خضراء جديدة لأن المدينة تختنق بسبب ما ينجم عن الإسمنت المسلح. يجب حماية مركز المدينة التاريخي، وإعادة هيكلة الطرق والشوارع الضخمة. يجب القطع نهائيا مع سياسة الترقيع، ونظافة الواجهة التي ترتجل عند كل زيارة ملكية لدر الرماد على العيون. يجب التوقف عند اعتبار المغاربة أقل من لا شيء. فالمواطن يستحق احترام العالم بأجمعه.
 
استجوبه/ عبد الحق نجيب
ترجمة pjd.ma

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.