العمراني يعدد رسائل الخطاب الملكي لعيد العرش

خالد فاتيحي

قال النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني، إن “الخطاب الملكي لعيد العرش لسنة 2019، كان فاصلا بين مرحلتين، الأولى هي انتهاء العشرية الثانية لحكم جلالة الملك محمد السادس”، مبرزا أن “هذه المرحلة  تميزت بالعديد من المصالحات والإصلاحات كرست تميز نموذجنا الوطني، بالرغم من عناصر الخصاص والتحديات المسجلة”.

والمرحلة الثانية، بحسب العمراني، “هي المرحلة المقبلة التي تستشرفها بلادنا، والتي من أول لبناتها إقبالها على فتح ورش النموذج التنموي الجديد في المقبل من الأيام بالتعيين الوشيك للجنة التي ستشرف عليه كما قال العاهل الكريم”.

وأوضح العمراني، في تصريح لـ”pjd.ma” أن الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش، حمل عدة رسائل من أبرزها أن “التشخيص وإن كان ضروريا لكن ليس مطلوبا لذاته، بل لما يرجى أن ينتجه من عناصر لبناء أسس الإقلاع الوطني بنموذج تنموي جديد”، مشيرا إلى تأكيد الخطاب الملكي على أن “الأهم هو التحلي بالحزم والإقدام وبروح المسؤولية العالية في تنفيذ الخلاصات والتوصيات الوجيهة التي سيتم اعتمادها ولو كانت صعبة أو مكلفة”.

وفي السياق ذاته، لفت نائب الأمين العام لحزب “المصباح”، إلى تنصيص الخطاب على أن “تجديد النموذج التنموي الوطني ليس غاية في حد ذاته، وإنما هو مدخل للمرحلة الجديدة التي نريد بعون الله وتوفيقه أن نقود المغرب لدخولها، مرحلة جديدة قوامها المسؤولية والإقلاع الشامل”.

وبناء على ذلك، قال العمراني، إنه “يتعين استخلاص ما ينبغي استخلاصه من هذا التوجيه، وإدراك أن الرهان هو أن تكون البرامج – التي تكلف عادة الجهد والوقت والمال- جسرا لتحقيق التنمية ومعالجة الاختلالات  والخصاصات، وأن يتوقف العطب المتمثل في كون بعض المسؤولين مبلغ سعيهم استفراغ الوسع لإنتاج البرامج ثم بعد ذلك يتوقف ” حمار الشيخ في العقبة”.

ثاني الرسائل، التي تضمنها خطاب الذكرى العشرين لعيد العرش، وفق ما سجله العمراني، هي أن “من التحديات التي توقف عندها الخطاب الملكي السامي والتي تنتصب أمام المرحلة الجديدة التي تقبل عليها بلادنا، تحدي “توطيد الثقة والمكتسبات، لكونها أساس النجاح وشرط تحقيق الطموح: ثقة المواطنين فيما بينهم، وفي المؤسسات الوطنية التي تجمعهم، والإيمان في مستقبل أفضل”، بحسب ما ورد في الخطاب الملكي.

 وأكد القيادي بحزب “المصباح”، أن  “اهتزاز الثقة بين المواطنين وثقتهم في المؤسسات، لتهديد جدي يوشك أن يصيبنا في مقتل”، مضيفا “ولعل المتأمل اليوم سيلحظ أنه بالرغم من الجهود العمومية المقدرة لإنتاج التنمية ومعالجة الفوارق الاجتماعية والمجالية وبناء نظام الحكامة، إلا أن ذلك لم ينتج للأسف الثقة المرجوة”.

وتابع العمراني، “وليس حشوا أن يتحدث الخطاب الملكي السامي عن رهان بناء ثقة المواطنين في المؤسسات الوطنية التي تجمعهم، فهذه الأخيرة هي الملاذ وإليها الملجأ فإذا ضاعت الثقة فيها ضاع كل شيء”، مسجلا أنه “لا خلاف أن هناك سياسات تجري في هذا الإتجاه على قدم وساق ولا تبالي، وتكون النتيجة في النهاية أننا من قبيل من “يخربون بيوتهم بأيديهم” ونُعْملُ في هذه البيوت وهي المؤسسات ما لا يفعله بنا الأعداء والخصوم”.

ثالث الرسائل التي توقف عندها العمراني، هي حديث الخطاب الملكي عن أن “القطاع العام يحتاج، دون تأخير، إلى ثورة حقيقية ثلاثية الأبعاد: ثورة في التبسيط وثورة في النجاعة وثورة في التخليق”، موضحا  أن “ذلك يعني أن القطاع العام مكبل بثلاثة أعطاب مهلكات وهي التعقيد والرداءة والفساد”.

 واعتبر النائب الأول للأمين العام، أنها “أعطاب موجودة للأسف ولا تخطئها العين هنا وهناك، وهي نتاج عقليات دأبت على التقليد وتخشى الإقدام وتهاب الإبداع وتستفيد من منظومة الريع”، مشددا على أنه “لا سبيل للإقلاع الحقيقي للالتحاق بنادي الدول الصاعدة ما لم نتحرر من تلك الكوابح”.

وبناء على ذلك، دعا العمراني، إلى الحرص على “إنجاز هذه الثورة ثلاثية الأبعاد كما وصفها جلالة الملك، عبر التوجه إلى مكمن الداء وعطب الأعطاب، وهو الإمكان البشري بإحداث النقلات النوعية في العقليات والكفيلة بتحقيق الرهانات”.     

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.