“المصباح”: تحفيز القيم الأصيلة للمغاربة ودعمها من أهم الاختيارات الموجهة للنموذج التنموي الجديد

أكد حزب العدالة والتنمية، في مذكرته المقدمة للجنة المكلفة بإعداد تصور النموذج التنموي الجديد، أن من أهم الاختيارات الموجهة للنموذج المنتظر، ما يتعلق بتحفيز القيم المغربية وتملكها وتنزيلها، من خلال مواصلة توطيد وتقوية مؤسسات الدولة الحديثة لمرتكزاتها الأساسية.

وذكر “المصباح” في مذكرته، أنّ هذه المرتكزات تقوم على المشاركة والتعددية والحكامة الجيدة، وإرساء دعائم مجتمع متضامن، يتمتع فيه المجتمع بالأمن والحرية والعدالة الاجتماعية، ومقومات العيش الكريم، في نطاق التلازم بين حقوق وواجبات المواطنة، مما من شأنه تعزيز الثقة والمصداقية التي تعتبر أساسا للحماس الوطني والتعبئة الجماعية والتنافس البناء.

وأشارت المذكرة إلى أن مقارنة التجارب التنموية الناجحة في العالم، تبين أن المغرب يراكم العديد من القيم التي تأسست عليها تلك التجارب المبنية على استثمار قيم أصيلة في مجتمعاتها، لأنه (أي المغرب)، كبلد شكل جسرا بين حضارات أوربية وإفريقية وعربية وإسلامية، تميز بقيم حضارية راكمها على مر العصور، أثمرت قيم الانتماء والتضحية والبذل والدفاع عن الوطن والتكافل والتضامن واحترام القانون وتدبير الاختلاف والمشاركة والتعددية والحكامة والاعتدال والتسامح وغيرها من القيم النبيلة.

ودعا المصدر ذاته، إلى بلورة دينامية مجتمعية إيجابية، وتقوية قيم العمل والاستقامة والعدالة الاجتماعية والمجالية، واسترجاع دور الأسرة كلبنة أساسية من أجل تحقيق النجاح في تنزيل النموذج التنموي، بالإضافة إلى توفير الخدمات صونا لكرامة المواطن، وتحصين السلم الاجتماعي من الهزات والاضطرابات، ودعم قيم الإبداع والابتكار تمكينا لإطلاق الطاقات الحية في المجتمع، والسعي نحو مستقبل آمن ومتطور.

وشددت المذكرة وفق ما ورد في محورها الثالث، المتعلق بالاختيارات موجهة للنموذج التنموي، أن القيم المشار إليها تحتاج إلى مجهود جماعي إعادة إحيائها وإبرازها وتملكها من طرف مختلف المواطنين، وتنزيلها من طرف مختلف المؤسسات، وتوريثها للأجيال اللاحقة بما يجعل منها رافعة لاستنهاض الهمم وللعمل الوطني الجماعي لزرع الثقة وتعزيزها، وتجميع الجهود وتوجيهها وإذكاء الحماس الضروري لترسخ التحلي بالمسؤولية والمواطنة الملتزمة.

يُذكر أنّ المذكرة التي أعدها حزب العدالة والتنمية حول تصوره للنموذج التنموي الجديد، مكونة من ثلاث محاور أساسية، تشكل خلاصات الجهد التفكيري الذي بذله الحزب للإسهام في ورش تجديد النموذج التنموي المغربي، من أجل إغناء التفكير الجماعي في هذا الورش الوطني بما يحقق ما هو مأمول من تنمية متوازنة ومنصفة ومستدامة لبلادنا.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.