بالمختصر المفيد

السيد عبد الصمد بلكبير حظي  مثله مثل  عدد من الرموز السياسية والثقافية ذات التوجهات القومية واليسارية خلال العشرية الأخيرة بقدر من الاحترام والانفتاح في أوساط حزب العدالة والتنمية قيادة وأعضاء منظمات موازية وتنظيمات مجالية،  حيث إن  كثيرا من ملتقيات حزب العدالة والتنمية الاشعاعية والتواصلية والثقافية  وأنشطته الطلابية  لم تكد تخلو من مشاركاته، بل إن الأمانة للحزب تداولت في وقت من الأوقات اقتراح اسمه مرشحا باسم الحزب في مدينة مراكش.  

 للسيد عبد الصمد بلكبير أيضا مواقف من عدد من الأحداث المأساوية التي عرفتها بعض الدول في المشرق والمغربي العربي ( احداث سوريا وليبيا على سبيل المثال ) يختلف فيها مع تقديرات لقيادات ومناضلي حزب العدالة والتنمية،

كما إن له مسارا سياسيا وحزبيا حافلا بالمحطات الخلافية والتناقضات التنظيمية  سواء في داخل منظمة العمل الديمقراطي أو في الحزب الاشتراكي الديموقراطي، يفسرها البعض من منطلق ” نظرية المؤامرة ” وأنها بفعل تأثير أو تدخل من أطراف في الدولة.

غير أن قيادات  ومناضلي حزب العدالة والتنمية  لم يتدخلوا في هذا المسار وتنزهوا أن يخوضوا مع الخائضين من منطلق نظرية المؤامرة، ولم يسبق أن حشروا أنفسهم فيه، ولم يتموقعوا بإزاء تلك الخلافات والتناقضات على اعتبار أنها قضايا حزبية داخلية أو تقديرات سياسية مختلفة محكومة بالخلفية الإيديولوجية أو السياسية التي تختلف عن الخلفيات الاديديولوجية والاعتبارات السياسية التي ينطلق منها الحزب، وظل شعارهم  هو التعامل معه ومع مناضلين في مثل وضعيته بمنطق التعاون في المشترك وعذر بَعضُنَا البعض فيما اختلفنا فيه !

منذ مدة أصبح السيد عبد الصمد بلكبير يعتبر نفسه معنيا بالشأن الداخلي لحزب العدالة والتنمية ويعطي لنفسه الحق في التدخل فيه ويتنبأ بانقسام وشيك له وبخريطة تحالفاته . 

قد يقول قائل : إن الأمر يتعلق بحزب يدبر الشأن العام وشأنه الداخلي يهم المواطنين . 

غير أن الأمر تجاوز تلك العتبة حيث أصبح  ظاهرا أن الأستاذ بلكبير تجاوز ذلك إلى السعي لمحاولة الإيقاع بين مكونات الحزب، ونسج قصص من خياله حول ” تآمر”  قيادته الحالية على الأستاذ عبد الإله بن كيران الأمين العام السابق!

 السيد عبد الصمد بلكبير أصبح فيما يتعلق بأمور تخص حزب العدالة والتنمية يجنح إلى مخيلته الثرية بفكر المؤامرة وحبك سيناريوهات غير مؤسسة، واختلاق معطيات من نسج تلك المخيلة من قبيل ما صرح به أخيرا من خذلان قيادات الحزب للأستاذ بن كيران، وأنها  حجبت عنه دعما ماليا  وأن ذلك تم بإيعاز من جهة في الدولة !!

وعلى خلاف تهيؤات الأستاذ عبد الصمد بلكبير فإنه لا الأمانة العامة أو أي مؤسسة أخرى في الحزب لم تقرر في أي وقت حجب أي دعم مالي كان يستفيد منه الأخ بنكيران، ولا يتصور أن يتواطأ أعضاؤها على أمر من هذا القبيل، ناهيك أن تكون أو يكون بعض مسؤوليها  قد فعلوا ذلك استجابة لتدخل من جهة في الدولة . 

الحقيقة الثانية التي تكشف بؤس واهتزاز نظرية المؤامرة لدى السيد بلكبير هي إن توقف صرف تعويضات التقاعد لفائدة أعضاء مجلس النواب إنما يعود لنفاد احتياطه كما هو معلوم، ولا علاقة له بشخص الأخ بنكيران أو غيره.

 ثم إنه بخلاف ما زعم السيد بلكبير فان أعضاء الأمانة العامة للحزب، وعلى رأسهم الدكتور العثماني كانوا مهتمين بالوضعية المالية الصعبة للأخ بنكيران، ولا يمكن أن يتواطؤوا كلهم  على فرض حصار مالي قد يدفع به إلى التفكير في الخروج للبحث عن مدخول من خلال امتهان سياقة سيارة أجرة كما نقل عن السيد بلكبير !!

على السيد عبد الصمد بلكبير أن يستوعب أن الحزب لا يمكن أن يتضرر بخرجات مسكونة بنظرية المؤامرة، وأن أهل مكة أدرى بشعابها وقادرون بكل استقلالية وموضوعية على تدبير شؤونهم دون وصاية أو أستاذية، وأن المصداقية والموضوعية والوقوف على أرضية صلبة من الحقيقة هي التي تبني القبول، وأن التلفيق والتفريق لا يفلح صاحبه حيث أتى !

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.