أخصائي في علم الأوبئة: مدة الحجر الصحي ترتبط بمدى التقيد بإجراءات الوقاية

قال نبيل تاشفوتي، الطبيب الاختصاصي في علم الأوبئة وأستاذ التعليم العالي بكلية الطب بفاس، إن  صعوبة فيروس كورونا، ترتبط بمؤشر انتشاره بسرعة كبيرة، مؤكدا أن نسبة الوفيات الناجمة عن الإصابة به ليست بالكبيرة، لكن وتيرة انتشاره بشكل واسع، يمكن من أن تنعكس على ارتفاع عدد الوفيات بشكل نسبي.

واعتبر تاشفوتي، اليوم السبت 4 أبريل الجاري، في بث مباشر حول “مستجدات الوضعية الوبائية بالمغرب”، أن الحل الوحيد الذي يتعين على كل دولة القيام به حاليا، هو التقليل من سرعة انتشار الداء من خلال التقيد بوسائل وتدابير الوقاية، سواء تلك التي أقرتها الحكومة وتلك المرتبطة بالالتزامات الشخصية للأفراد بقواعد النظافة والحد من الاختلاط.

وشدد الأخصائي في علم الأوبئة، على أن المطلوب من المواطنين، هو الالتزام بالتدابير الاحترازية، التي أقرتها السلطات العمومية على الصعيد الوطني،  والتقيّد بها بشكل كبير، لكي يتمكن المغرب من محاصرة انتشار هذا الوباء، مسجلا  أن مدة الحجر الصحي ترتبط بتطور الحالات المسجلة، وبمدى تقيد المواطنين بإجراءات الوقاية.

وبناء على ذلك، دعا المتحدث ذاته، إلى التقليل من الاختلاط ومن الاتصال المباشر فيما بين الأفراد، انسجاما مع ما أقرّته حالة الطوارئ الصحية المعلن عنها، والتي تهدف للتقليص من سرعة انتشار فيروس كورونا عبر أرجاء المملكة.

وأوضح  تاشفوتي، أن التدابير الاحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية بالمغرب، تطورت بناء على المستجدات التي عرفتها الوضعية الوبائية لفيروس كورونا بالمملكة، وكذا على صعيد دول العالم، مبرزا أن هذه التدابير توّخت الضبط الاستباقي لانتشار الفيروس والعمل على محاصرته.

وأضاف الأخصائي في علم الأوبئة، أنه بعد مرور أكثر من أسبوعين، على اتخاذ حزمة من الإجراءات الحكومية للحد من انتشار فيروس كورونا بالمغرب، بدأت تظهر نسبيا الآثار على  مستوى تطور الوباء، للتقليص والتحكم في عدد حالات الإصابة على صعيد المملكة.

وتابع أنه “لم نصل بعد إلى المرحلة الثالثة من الوضعية الوبائية، بحيث هناك حالات محدودة جغرافيا ويتم العمل على محاصرتها”، مُبيّناً أن “الإجراءات المتخذة تستغرق وقتا لكي تُعطي مفعولها، لأن الفيروس يمرّ من فترة حضانة لا تظهر معها أعراض الإصابة،  وبالتالي  كلما قلّلنا من الاختلاط كلما قلّصنا من سرعة انتشار الفيروس”.

من جانب آخر، سجل تاشفوتي، أنه “ليس كل المصابين بوباء كورونا بالمغرب، يوجدون في حالة حرجة وخطيرة”، مشيرا إلى أن إحصائيات وزارة الصحة الرسمية تؤكد أن 85 في المائة من المصابين لديهم أعراض خفيفة، فيما  15 في المائة تستدعي علاجات مركزة، والاستشفاء ضمن مصالح الإنعاش.

وأوضح أستاذ التعليم العالي بفاس، أن العوامل التي تجعل الخطورة متفاوتة بين المصابين، وفق أحدث الدراسات المنجزة لحد الساعة، تتعلق بالسن والأمراض المزمنة كالسكري ومرض القلب وبعض الأمراض التنفسية مثل الربو، بالإضافة إلى سرعة التكفل.  

وخلص الأخصائي في علم الأوبئة، إلى أن هناك مجهودات جبّارة تقوم بها كافة الجهات المختصة سواء بالنسبة للسلطات العمومية، أو على صعيد مهنيي الصحة أو على مستوى الأجهزة الأمنية والعسكرية، والإدارة الترابية، لتنزيل مختلف الإجراءات الرامية لمحاصرة الداء، داعيا المواطنين إلى الالتزام بالتدابير والإجراءات الاحترازية للتمكن من التغلب على هذا الوباء والحد من انتشاره.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.