المرابطي: هكذا يمكن للحجر الصحي تعزيز دفئ العلاقات الأسرية

قالت بشرى المرابطي أخصائية علم النفس المعرفي والسلوكي، إن الذي يقرأ تاريخ الأمم والشعوب يستوعب جيدا كيف ساهمت الكوارث في إعادة تفكير الإنسان ودفعته لتدبير علاقته بذاته وعلاقاته بالآخرين وبالأخص مع محيطه القريب أسرته وعائلته من جديد.

وأضافت المرابطي، في تصريح لـpjd.ma، أن فترة الحجر الصحي التي يعيشها المغاربة اليوم سيكون لها بالتأكيد العديد من الآثار الإيجابية على مستوى الأسرة والمجتمع، حيث ستشكل هذه المرحلة آلية كاشفة لمستوى الانسجام والتواصل بين الأزواج وعلاقتهما مع بعض.

وأوضحت الباحثة في علم النفس الاجتماعي، أنه بالنسبة للأزواج الذين اتسمت علاقتهم الزوجية بالتوافق قبلا، ولو بشكل متوسط، فإن وضعية الحجر الصحي يُتوقع أن تساهم في تقوية هاته العلاقة وتمتينها من خلال وضع برنامج متنوع، كالمشاركة في أعباء الأسرة، ورعاية الأبناء وممارسة أنشطة مشتركة، والرياضة الجماعية واللعب مع الأطفال، وفتح حوار في قضايا اجتماعية وثقافية عامة، لأن كل طرف سيسعى جاهدا لإرضاء الآخر، والمساهمة في التخفيف من الضغط والتوتر الذي قد ينتج عن المكوث مدة طويلة في البيت.

أما بالنسبة للأزواج الذين كانت تتسم علاقتهم في السابق بعدم التوافق، تبين المرابطي، فإن وضعية الحجر الصحي ستضعهم أمام خيارين، الخيار الأول هو وضع استراتيجيات لتدبير العيش المشترك على الأقل في هذه المرحلة، والخيار الثاني، هو الاستمرار في التباعد لغياب المرونة النفسية لدى الشخص.

وأردفت أن “البدائل التي كان يلجأ إليها الطرفان خارج البيت، لن تصبح ذات جدوى بسبب توقفها جراء الحجر المنزلي، كالعلاقات خارج مؤسسة الزواج، أو المكوث طويلا في المقهى وممارسة بعض الأنشطة الأخرى، أو الارتباط بالأصدقاء على حساب الأسرة بشكل غير متوازن”.

وأبرزت أن الفرصة خلال هاته الفترة، ستكون مناسبة لمراجعة الذات والتركيز على الجوانب الإيجابية والتقرب أكثر من الآخر، الأمر الذي سيمكن من إعطاء معنى إيجابي لسلوكات الطرفين، ويساهم في تقليص حيز الخلافات وتحسين العلاقة مقارنة بالسابق، كخيار أمثل للتراجع عن الوضع الخطأ الذي كان سائدا.

أما الخيار الثاني، حسب المرابطي، وهو الاستمرار في التباعد لغياب المرونة النفسية لدى الشخص، فيبقي غير محبذ، في ظل الحاجة إلى استثمار فترة الحجر الصحي كوضعية خاصة معرضة للتوتر مقارنة بالحياة العادية، مما قد يجعل مآل العلاقة الزوجية الفشل.

وتابعت أن العلاقة غير السليمة بين الأزواج ستكون تكلفتها النفسية باهظة بالنسبة للأبناء، سواء أثناء مرحلة الحجر أو بعدها، واستدركت قائلة: “غير أنه باعتماد وسائل التقارب العائلي وممارسة أنشطة معينة، إضافة لاستشارة أخصائيين نفسيين، ومساعدين اجتماعيين، قد يساهم في إعادة ترتيب الصورة بما يحقق آمال طرفي الأسرة”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.