أية مسؤولية للمواطنين في محاصرة “كورونا”؟

عبد المجيد أسحنون

العادة أن المواطن هو من يحاسب الدولة  في كل ما يتعلق بقضاياه، لكن اليوم في زمن كورونا، بعدما قامت الدولة بالعديد من الإجراءات الاستباقية والجهود الكبيرة في حربها على هذا الوباء الخطير، هل يحاسب المواطنون أنفسهم؟ وهل يستشعرون المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم؟.

إن مسؤولية المواطنين والمواطنات اليوم أكبر من أي وقت مضى، فهم في الحقيقة من يعطي المعنى للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة، وهم من يجعل هذه الإجراءات تحقق الأثر المبتغى في الواقع.

 وباختصار شديد إذا كانت الدولة قدمت صحة وسلامة مواطنيها على اقتصادها، واتخذت وما زالت تتخذ كل التدابير التي من شأنها محاصرة هذا الوباء الخطير، فإن عدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات العمومية، سيحد من أثر الجهود التي قامت بها الدولة.

من غير المعقول أبدا، أن نضرب كل الجهود الذي قامت به الدولة في الصفر، ولا يليق بنا مطلقا، أن نكون نحن المواطنون السبب في عرقلة جهود الدولة، والمساهمة في تفشي هذا الفيروس أكثر، لذلك علينا الالتزام الصارم والحازم بالإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية بهذا الخصوص، وفي مقدمتها الحجر الصحي، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وفي حالة الخروج ارتداء الكمامات، والالتزام بمسافة الأمان، وتجنب أماكن الازدحام، فضلا عن غسل اليدين بالصابون أو تعقيمهما بين الفينة والأخرى.

على كل منا أن يفترض أنه مصاب بكورونا، ويتخذ كل ما يلزم من إجراءات حتى لا ينقله للآخرين، سواء تعلق الأمر بأفراد أسرته، أو عموم الناس بخارج بيته، ويفترض في الوقت نفسه أن كل الناس مصابون به حتى يأخذ الحيطة والحذر منهم، لأن الأمر جد وليس هزل.

نحن نعيش الآن لحظة التعاون والتضامن بامتياز، لحظة التعاون بين المواطنين والمؤسسات العمومية في الحرب على هذا الفيروس الخطير، ولحظة تضامن المواطنين مع بعضهم البعض، هكذا فقط يمكننا الانتصار على “كورونا”…

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.