شعراء من سوس العالمة يتفاعلون مع “كورونا”

عبدالله العـسري

بحث الأطباء وعلماء الفيروسات عن دوائه فما أفلحوا – لحد الآن-، وحير الساسة أيما حيرة  حتى أربكوا، خلقت أعراضه الغامضة قلقا دوليا، ودخل السياسيون على الخط شرقا وغربا وما أكثر ما جادلوا… إنه فيروس “كورونا”، ذلك الوباء الذي لا يبقي ولا يذر، يحصد الأرواح ويراكم الجثث بلا هوادة.

وفي خضم مواجهة تداعيات “كورونا”، فاجأنا شعراء من سوس العالمة، جمعوا بين الفقه والعلم والآداب بقصائد شعرية تفاعل معها عشاق الأدب وأشفت غليل من حيره هذا المستجد.

قصيدة الأديب اليزيد الراضي..

حيث جادت قريحة العالم والأديب الدكتور اليزيد الراضي بقصيدة شعرية بليغة حول هذا الوباء قال فيها:

“كورونا”

أفرغ عليك سجال الصبر يا وطني        فالصبر مرهم ما تلقاه من محن

وأستمطر اللطف ممن لا يضن به     وأدمن القرع في سر وفي علن

فهو الذي أنزل الأدواء أجمعها      وهو الكفيل بدرء الضر والعفن

وليس يعجزه داء يصول ولا       شيء بعمق الثرى أو قنة القنن

هذا العدو خطيرفي معاركه     يقود للحتف آلافا بلا رسن

يخفى عن العين لكن لا خفاء لما     يلقي من السقم في قلب وفي بدن

يدعى “كورونا “وهذا الاسم ما سمعت     به الخلائق في ماض من الزمن

أتى الدنا هائجا غضبان يقتل من      يلقى، ويسلمه للقبر والكفن

ما ماز بين الذي يعنو لخالقه      ومن تقفى سراب الشرك والوثن

مدجج بسلاح ليس يعرفه     من كان في الحرب ذا علم وذا فطن

وشكله ترعب الانسان رؤيته     وقد تبدى له من منظر خشن

بلا به الله أقواما قلوبهم     طغت وزاغت –بلا حد – عن السنن

كم من قوي أراه الله قدرته     وضعفه وسقاه كأس ممتهن

خلق ضئيل غزا الدنيا بأجمعها      وأربك الناس في صين وفي عدن

أين الجيوش التي تزهى بقوتها       أين الأكبر م روس ” ومن “بكن”

أمريكا استسلمت كرها لسطوته       وأعلنت عجزها الممزوج بالوهن

كم زمجرت في دنا الاسلام معلنة       بأنها مصدر الإمداد بالمنن

ما بال شوكتها من بعد حدتها        مكسورة وغزاها سيف دي يزن

كم أجفلت وطغت واستكبرت وعتت      وأوقدت في دنانا شعلة الفتن

هو الغرور إذا شابت شوائبه      فكر الورى تاق من روض إلى دمن

إن الغنى يورث الطغيان ، وا أسفي     على امرئ غره الشيطان بالدرن

الشاعر محمد بن عمر الخطاب..

وحذر الفقيه والشاعر (الحاحي التغماوي) سيدي محمد بن عمر الخطاب من هذا الوباء، الذي اعتبره درسا من الله نازل، ورسالة  عسى أن يعود من هو عاقل، ونترك المتلقي للوقوف على موعظة بالغة أرسلها الشاعر التغماوي عبر قوافيه قائلا:

كورونا لنا درس

“كرونا” لنا درس من الله نازل     فهل عاقل تهديه هذي الرسائل؟

رسائل إنذار إلى كل عابث     ليرجع عربيد ويصحو غافل

ومهما اختفيا في المنازل خيفة     فلن تمنع الأقدار عنا المنازل

تخوف جبار وأبلس فاجر      ولم تمنع ” الفيروس “عنه الجحافل

فيا مالكي أقوى سلاح رميتم       بقنبلة تخشى لظاها القنابل

تحير أهل الطب وانهار علمهم     وخانت طبيب القوم تلك الوسائل

وكعت علوم القوم في دفع ما عرا    تساوى عليم في المصاب وجاهل

تفرق سوق العهر فورا وأقلعوا    وفرت إلى أحجارهن الأباطل

وكف عن الالحاد كل منافق      وألقى السلاح الجاحد المتطاول

عذاب من الدبان يذكرنا الذي     به عذبت قبل القرون الأوائل

لقد غاص في وحل الرذيلة معشر   وثارت لأجل المنكرات الزلازل

لئن لم نعد من غينا وضلالنا     يمينا ستصيبنا السهام القواتل

سنلقى عذابا كالذي نال تبعا      وعادا ومن أخنت عليه الغوائل

“كرونا” أعيدي التائهين لرشدهم      ليشرق إسلام ويزهق باطل

فقد وضحت للحائرين الدلائل     وضاءت لمن لا يبصرون المشاعل

فيا رب ثبتنا على الدين واغتفر     جرائر يجنيها سفيه وهازل

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.