أكد عبد الحق العربي المدير العام لحزب العدالة والتنمية، أن الحزب يطمح إلى تحقيق هدفين مهمين خلال المرحلة المقبلة “ما بعد كورونا”، أحدهما بعيد ويتعلق بالوصول إلى تحقيق الحزب الذكي، وآخر في المدى القريب، وهو التمكن من تحقيق تحول رقمي، يزاوج في عقد لقاءاته (الداخلية منها أو التواصلية)، ما بين الاجتماعات الحضورية والاجتماعات عن بعد.
وأوضح العربي، في تصريح لـpjd.ma، أن الحزب يشتغل حاليا من خلال لجان متخصصة، على تقديم تصور، يُمَكِّنُ من تحقيق التحول الرقمي المنشود داخل الحزب، مضيفا أنه حين ينجح الحزب في هذه المهمة، سيعمل مجددا على تحقيق الهدف الثاني، وهو الوصول إلى “الحزب الذكي”.
ريادة في استخدام تقنيات التواصل الرقمية
ويرى العربي، أن الأمانة العامة لحزب “المصباح”، كانت سباقة إلى استعمال تقنيات التواصل الرقمية على الصعيد الوطني، مردفا أنها أصدرت مذكرة توجيهية لكافة هيئات الحزب، انطلقت على إثرها هذه الدينامية المتوهجة، تأطيرا وتكوينا وتواصلا مع المواطنين بهدف المساهمة في جهود التوعية والتحسيس لمواجهة جائحة كورونا.
وأشار المدير العام لحزب “المصباح”، إلى أن تواصل الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني مع المسؤولين الجهويين والموازيين ولقاءاته الكثيرة مع رؤساء الجماعات والبرلمانيين وآخرين، خلال هاته الفترة يفوق أي فترة سابقة.
المصداقية كلمة السر
وشدد العربي، على أن المصداقية، كلمة السر في هذه الدينامية، مبرزا في هذا الصدد، أن أعضاء الحزب ومسؤوليه يحظون بثقة كبيرة وبالتفاف المواطنين حولهم، خصوصا في مثل هذه المحطات التي يحتاج فيها الجميع لمرجع صاحب مصداقية وثقة لأخذ المعلومة الصحيحة منه، في ظل انتشار الأخبار الزائفة.
وتابع أن هذا يفسر الإقبال الكبير الذي تحظى به اللقاءات التي ينظمها الحزب، سواء خلال هاته الفترة أو قبلها، مضيفا أنه لم يثبت عن أعضاء الحزب نهائيا أنهم سمحوا لأنفسهم بترويج أي خبر زائف أو مشكوك في مصدره، ولا يقدمون إلا المعلومة الصحيحة.
وأشاد العربي، بنسبة الحضور في الاجتماعات التنظيمية الداخلية والتكوينية التي يتم تنظيمها بواسطة وسائل التواصل عن بعد، وبيَّن أن النسب تتراوح ما بين 90% و100%، حيث لا يتغيب عن الاجتماعات إلا من كانت له ارتباطات والتزامات تأطيرية أخرى.
واعتبر العربي، أن بعض اللقاءات والاجتماعات لا يمكن عقدها إلا حضوريا، مبرزا أنه يمكن مع ذلك فتح المجال أمام الأعضاء الملتزمين بلقاءات وبمهام أخرى للحضور أيضا في هذه الاجتماعات، بواسطة التقنيات الرقمية، مضيفا أن الحزب لديه توجها بتنظيم أغلب لقاءاته مستقبلا باعتماد وسائل التواصل الإلكترونية، التي لوحظ أنها لها فوائد أكثر ونتائج أفضل.
في السياق ذاته أكد العربي، أن استعمال تقنيات التواصل عن بعد ليس أمرا جديدا بالنسبة لأعضاء حزب العدالة والتنمية، فقد سبق له نقل العديد من فعالياته وأنشطته الجماهيرية بواسطة وسائل التواصل الجديدة وعرفت أنشطته تلك إقبالا منقطع النظير حيث تابعها آلاف المغاربة من مختلف المدن المغربية، كما كان يعتمدها أيضا كوسيلة مفضلة مع مغاربة العالم وأعضاء الحزب المقيمين خارج أرض الوطن.
إلا أن الفرق، يضيف العربي، أن نقل تلك الأنشطة كانت تعرف دينامية نهاية الأسبوع التي تعرف تفرغ أعضاء الحزب ومسؤوليه بشكل أكبر من التزاماتهم المهنية والعائلية، بينما سمحت فترة الحجر المنزلي لهم وتفرغهم مهنيا إلى حد ما، بالتواصل اليومي عبر هذه التقنيات.
ومن جهة ثانية، يبين مدير حزب “المصباح”، أن الحزب كان يستعمل تقنيات التواصل عن بعد، وعلى دراية جيدة بها ومؤمن بفاعليتها، إلا أن جائحة “كورونا” أبرزت هذا الاهتمام بشكل أكبر.