جائحة “كورونا” تهدد مستقبل الصحافة الورقية بأستراليا

أعلنت مجموعة “نيوز كورب” الإعلامية التي يملكها روبرت ميردوخ، أحد أقطاب التجارة والإعلام الدوليين،  أنها ستوقف صدور أكثر من 100 صحيفة محلية وإقليمية بنسخة ورقية في أستراليا بسبب التراجع الكبير في عائدات الإعلانات التي فاقمتها جائحة فيروس كورونا.

وكانت المجموعة قد أعلنت مطلع أبريل الماضي عن تعليق مؤقت لستين صحيفة، وقالت “أرغمنا على تعليق النسخ المطبوعة بسبب التراجع السريع في إيرادات الإعلانات، إثر القيود المفروضة على المزادات العقارية، وإغلاق قاعات الاحتفالات، والمطاعم بسبب جائحة “كورونا”، حيث من المتوقع أن تؤدي هذه القرارات إلى تسريح المئات من العمال.

وأوضحت المجموعة أن معظم صحفها المحلية والإقليمية ستبقى متاحة إلكترونيا فقط اعتبارا من 29 يونيو القادم. وفي المجموع ستقوم بنشر 76 صحيفة على الإنترنت فيما ستغلق 35 صحيفة بشكل نهائي.

ويعكس هذا الوضع، -بحسب ما أوردت وكالة المغرب العربي في تقرير إخباري- اتجاها عالميا مقلقا لقطاع الصحافة الذي يعاني من انخفاض في عدد القراء في ظل بروز مؤسستي “غوغل” و”فيسبوك” كطرفين أساسيين في مجال الإعلانات ما يؤدي إلى تقليص عائدات الإعلانات التي تعتبر حيوية لاستمرار الصحافة.

وقال مايكل ميلر الرئيس التنفيذي لمجموعة “نيوز كورب أستراليا” في بيان إن “فيروس كورونا سدد رصاصة الرحمة” على القطاع، مضيفا أن “الإعلانات في الصحف المطبوعة التي تشكل الجزء الأكبر من عائداتنا، استمرت في الانخفاض”.

وتابع “ونتيجة لذلك، وبهدف مواكبة هذه التغييرات، سنعيد هيكلة أعمال نيوز كورب أستراليا للذهاب إلى حيث يذهب المستهلكون والمستثمرون”.

وقالت المجموعة الإعلامية ذاتها، إن القرار الذي سيؤثر على كل الولايات الأسترالية “سيؤدي إلى فقدان وظائف”، لكن أكثر من 375 صحافيا سيواصلون متابعة الأخبار المحلية والإقليمية.

وانخفض عدد الصحافيين العاملين في الصحافة المكتوبة وعبر الإنترنت في أستراليا بأكثر من 20 في المائة منذ عام 2014.

وكانت عدة مجموعات إعلامية أسترالية قد بدأت في الانتقال إلى النسخ الإلكترونية قبل أزمة فيروس كورونا الجديد، حيث أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الوحيدة في أستراليا أنها ستغلق أبوابها بعد 85 عاما على تأسيسها، مما سيهدد وظائف 500 شخص. وتم إبلاغ العاملين بأن وظائفهم ستنتهي في يونيو المقبل.

ويشير هذا التوقف إلى أن وسائل الإعلام والصحف في أستراليا لا تعول كثيرا على خطة الحكومة في إجبار عملاقي التكنولوجيا “غوغل” و”فيسبوك”، على الدفع لوسائل الإعلام التقليدية.

وتهدف الخطوة، التي من المرتقب أن تدخل حيز التنفيذ بحلول يوليو المقبل، إلى مساعدة وسائل الإعلام التقليدية على مواجهة منافسة عمالقة الإنترنت.

وبموجب القواعد الإلزامية للقانون الجديد، ستجبر الشركتان الأمريكيتان على الدفع لناشري الصحف مقابل إعادة استخدام محتوى الصحف على الشبكة.

وجاء هذا الإعلان بعد عشرة أيام على إصدار الجهة المسؤولة عن المنافسة العادلة في فرنسا أمرا لشركة “غوغل” بالتفاوض مع الناشرين ووكالات الأنباء في فرنسا حول التعويضات التي يتعين عليها دفعها مقابل نشر محتوياتها.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.