نحن مشغولون بخدمة الوطن والبعض مشغول بنا وبالانتخابات

لقد كان من أهم الرسائل التي وجهها الدكتور سعد الدين العثماني  في الكلمة الموجهة لأعضاء الكتابات الجهوية والإقليمية والتي بثت عبر الهواء مباشرة على الصفحة الرسمية للحزب وعرفت متابعة كبيرة جدا  ولقيت استحسانا من قبل المناضلين،  أن ” الحزب منشغل بخدمة الوطن والبعض مشغول بنا وبالانتخابات”، ومما يدل على هذا انشغال ذلك البعض بالانتخابات  هو مواصلة استهداف حزب العدالة والتنمية بأشكال مختلفة لا تمل ولا تكل .

ومنها على سبيل المثال  ما يحاوله بعضهم من نبش  ذات اليمين والشمال  في ” أملاك ” و” عقارات ” بعض الأعضاء والمسؤولين، بحثا عن شبهة اغتناء غير مشروع أو تورط في استخدام الموقع والنفوذ من أجل ذلك. لكنهم بطبيعة الحال  طلع هؤلاء خائبين صفر اليدين، حيث لم يعثروا على شيء ذي بال، بل إن ما توصلوا له  هو ما يلمسه و يعرفه المواطنون عن مناضلي الحزب، ولم يضبط واحد منهم ملتبسا بأملاك مشبوهة أو بتهمة فساد أو خيانة للأمانة، بل إن أدنى شبهة أو رواية أو زعم  يتم ترويجه في بعض الصحف أو المواقع ،  يكون مجالا لبحث تفتحه  لجنة النزاهة والشفافية بحثا ويؤول في العادة إلى الحفظ .

ومنها ما نلاحظه من ترقية أي عضو عادي أو مبتدئ أو من مر ذات يوم من عضوية الحزب وارتكب مخالفة حقيقية أو متوهمة إلى مرتبة ” قيادي ” في العدالة والتنمية. 

 وحيث أنه بضدها تظهر الحقائق وتتأكد،  فإن أدنى مقارنة ستكشف حقيقة ملموسة يعاينها المواطنون وتؤيدها المعطيات، وهي أن  مسؤولي العدالة والتنمية الذين يتولون تدبير الشأن العام  يمثلون مدرسة حقيقية في هذا المجال.

ومنها أيضا المنطق  البئيس الذي يستخدمه بعضهم و الذي يقوم من جهة  على الاعتراف للدولة المغربية عموما بنجاحها في تدبير الجائحة، ولكن في المقابل نسبة كل قصور واقع أو متوهم  لرئيس الحكومة والقطاعات والجماعات التي يدبرها حيث  يتم تحميل ذلك للدكتور سعد الدين العثماني رئيس الحكومة وتارة أخرى للحزب الذي يقود الحكومة سيرا على المعنى الوارد في قوله تعالى :” إن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك، قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ” ، ونسبة أي نجاح لنجاحات قطاعات وزارية معينة، وهلم جرا .

والواقع أن التدابير والقرارات الكبرى المتعلقة بالجائحة  والقرارت الاستراتيجية  الكبرى  هي قرارات دولة  وهي موضوع تفعيل للتوجيهات السامية لجلالة الملك أمير المؤمنين والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، تحرص مختلف المؤسسات بما في ذلك مؤسسة الحكومة  كل واحدة منها في نطاق اختصاصها على تنزيلها.

 وبالتبع فإن ذلك  التنفيذ  ليس عبارة عن  قرارات عشوائية أو مزاجية كما يدعي البعض،  بل هي مرتبطة بمحددات ومعايير علمية كما هو الشأن القرارات الأخيرة المرتبطة بتشديد تدابير الحجر الصحي كما بين الأخ الأمين العام  حيث إن”  القرارات الحكومية ليس قرارات عشوائية بل هي مبنية على تقارير لجنة علمية تقوم بتقييم أسبوعي  وننطلق منه لمعرفة هل نتخذ إجراءات جديدة أم لا “

والواقع أيضا أننا أمام فيروس صعب وجائحة غير مسبوقة أربكت كل التوقعات وحيرت العلماء وتحدت أنظمة صحية واجتماعية لا مجال لمقارنتها بواقع المغرب، ولا تستطيع اليوم أية دولة أن تزعم أنها “قطعت الواد ونشفو رجليها “

ومنها أيضا منطق بئيس يؤول ذلك  السلوك الوطني المتحضر للحزب المشغول أولا بخدمة الوطن، على أنه علامة “ضعف ”  و” تنازل ” عن الصلاحيات، و” إضعاف ” لموقع رئيس الحكومة ،  وهي معزوفة قديمة متكررة منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية تدبير الشأن العام سنة 2011 .

ولن نرجع إلى ما سعى إليه البعض من جر الرأي العام إلى نقاش حول حكومة الوحدة الوطنية وحكومة التقنقراط وتأجيل الانتخابات والدعوة إلى تحالف وطني للوقوف في وجه الحزب، وسيناريوهات لقطع الطريق على الحزب وباستهدافه ونحن في عز الجائحة بمنطق انتخابي.

حزب  العدالة والتنمية منشغل  بخدمة الوطن، وحريص كل الحرص على أن يجعل من إسهامه على جميع المستويات جزءا من المجهود التضامني الوطني وراء جلالة الملك محمد السادس نصره الله كما أكدت عى ذلك المذكرة التوجيهية التي وجهها للأعضاء، بل إن بعض مسؤوليه في التدبير الجماعي حرصوا على هذا التعاون والتنسيق مع السلطات الإقليمية في الوقت الذي ظهرت فيه من قبل البعض الآخر ممارسات تسعى لطبع مبادرات بصبغة حزبية صارخة .

 والحزب ومناضلوه لا يمكن إلا أن يكون معتزا بمبادرات ملك البلاد باعتباره رئيسا للدولة، ومن حسن حظ بلدنا أن موقع رئاسة الدولة في نظامنا الدستوري ليس موضوع منافسة أو مزايدة، وأن تفعيل عددا من الأوراش الإصلاحية الكبرى غير خاضعة للزمن الانتخابي، وأن ما يهم حزبنا هو المصلحة الوطنية العليا، بغض النظر عن العائد الانتخابي  عملا بحكمة الأستاذ عبد الله بها كلما حاول البعض تبخيس أداء الحزب في برامج ذات حمولة اجتماعية بحجج مختلفة ومتضاربة : ” الله كايعرف مول الدرهم “

فللانتخابات زمنها منطقها الذي هو الاختيار الديمقراطي الذي تعود فيه الكلمة للناخبين الذين من حقهم لوحدهم أن يقولوا كلمتهم الأخيرة.  والزمن اليوم هو أولا زمن التعبئة للقضاء على الجائحة ولكل مقام مقال .

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.