ابن كيران يرثي العريان ويصفه بالشهيد

وصف عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة السابق، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، الراحل عصام العريان، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين المصرية، والذي وافته المنية أمس الخميس، بأنه “رجل مسلم ومؤمن ومخلص لدينه ودعوته ولمجتمعه..”، وتابع “عصام العريان رجل معتدل، وكان دائم البحث عن سبل التفاهم والتعاون مع السلطات الرسمية في بلاده”.

وأضاف ابن كيران في حديث خاص لـ “عربي21″، “مع الأسف الشديد أن النظام الحالي في مصر يتتبع كل صغيرة وكبيرة لمواطنيه، ويعتقل الجميع ويضعهم في ظروف بائسة تؤدي بهم في نهاية المطاف إلى ما انتهى إليه العريان وقبله الرئيس محمد مرسي”.

وقال “في هذا الوقت لا يبكي الإنسان على الدنيا، فالأجل محتوم والقدر رباني، يبقى الصمود الذي أبان عنه الأخ العريان والمجاهدة والصدق، كل ذلك سيبقى شاهدا على صلاحه وصدقه ويكون له شهادة عند الله”.

وأردف ابن كيران “أما خصومه الذين يسرهم أنهم قد استراحوا منه، فهي مدة قصيرة وسيلحقون به، وعند ربهم سيختصمون.. عصام العريان كان رجلا معتدلا، وما وقع له ولإخوانه يتجاوز كل معقول”.

وأشار ابن كيران إلى أن “الحكام العرب والمسلمين حتى ضمن أحلك الظروف كانوا يتعاملون مع خصومهم بكثير من الوعي، وفي كثير من الأحيان يتمكنون من إقناع خصومهم بأن يكونوا إلى جانبهم.. لكن للأسف الشديد ابتلينا بأنظمة لا ترى إلا الاستئصال والتنكيل والتعذيب سبيلا للتغلب على خصومها”.

وأضاف: “هذه النظرة الأحادية نظرة غرور وجهل بسنن التاريخ وبمكره، وما أظن أن هذا السبيل ستكون له نتيجة”.

وعما إذا كان يرى في وفاة العريان شهادة، قال ابن كيران: “إذا كان الرجل قد ابتلي في سبيل الله ودينه وجماعته التي تدعو إلى الدين والاستقامة والصلاح ليس شهيدا، فمن يكون شهيدا؟ نحسبه عند الله شهيدا”.

ودعا ابن كيران النظام المصري إلى التوقف عن نهج القتل والاستئصال، وقال: “مصلحتهم الحقيقية في مصر أن يكفوا عن القتل والتنكيل بالخصوم.. هذا الطريق لا يوصل إلى شيء، والتاريخ مليء بالأمثلة.. والجاهل وحده هو من يتشبث بموقفه ويرى أنه ما دام في موقع القوة فإنه لا داعي للمصالحة”.

وأضاف: “للأسف من يدفع الثمن لهذه المغالبة هو الشعب المصري لأنه لا يوجد في مناخ مريح يمكنه من تجاوز المشاكل التي تواجهه”، على حد تعبيره.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.