“كورونا”.. البروفيسور عبد الفتاح يفسر مؤشرات الوضعية الوبائية بالمغرب

اعتبر البروفيسور شكيب عبد الفتاح أستاذ الأمراض التعفنية والمعدية في كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، أن عدد الإصابات الذي سجله المغرب أمس الأحد 27 شتنبر بفيروس كورونا المستجد والذي بلغ 2444، ليس “مقلقا”.

وأضاف عبد الفتاح، الذي حل مساء أمس الأحد ضيفا على قناة “ميدي 1 تي في”، أن نسبة المتعافين من هذا الفيروس بلغت أزيد من 81 في المائة منذ أكثر من أسبوع، وعدد الوفيات يتناقص، كما أن هناك انخفاضا ملحوظا في عدد الحالات المسجلة في عدة جهات مثلا طنجة والعيون والشرق وفاس والداخلة.

 المشكل الوحيد المؤرق، يقول البروفيسور عبد الفتاح، هو عدد الحالات في مدينة الدار البيضاء، التي سجلت مساء أمس الأحد حوالي 1000 حالة إصابة، مستدركا: رغم ذلك هناك مؤشر مطمئن يتعلق بتسجيل 6 وفيات في حين كانت تسجل في هذه المدينة أزيد من 10 حالات وفاة منذ 15 يوما.

هذه المؤشرات المطمئنة، يقول عبد الفتاح، هي نتيجة لما قام به المواطنون من احترام للتعليمات، قائلا “لأن النقص في عدد الحالات ولاسيما في الكثير من جهات المغرب، هو نتيجة انخفاض عدد الذين يصابون، وهو الأمر الذي له تفسير واحد، وهو أن الناس بدأوا يأخذون الاحتياطات أكثر”، مضيفا أن التفسير الثاني فيتعلق بالتشخيص السريع للمرضى وعلاجهم بعد عزلهم في منازلهم.

وخلص البروفيسور عبد الفتاح، أن سلوك الإنسان هو الذي تغير وليس سرعة انتشار الفيروس، مبينا أن انهيار المنظومة الصحية مرتبط بالجهة التي تكون فيها أعداد الإصابات مرتفعة، وتابع أن الجميع كان متخوفا من انهيار المنظومة الصحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، لكن الجهود الكبيرة التي قامت بها السلطات المحلية والصحية والأطباء في القطاعين العام والخاص، أدت إلى الحالة المفرحة التي توجد عليها المدينة اليوم، لأن عدد الحالات المرتفع لم يعد يسجل بها.

وفي المقابل، أوضح عبد الفتاح، “لدينا تخوف في مدينة الدار البيضاء من تجاوز المنظومة الصحية، ومن عدم علاج المرضى المصابين بأمراض أخرى، لأن كل مريض بكوفيد-19 تم علاجه، يأخذ مكان مريض آخر كان يجب أن يعالج بسبب مرض آخر”.

وعزا البروفيسور، أسباب ارتفاع الإصابات بشكل مهول في مدينة الدار البيضاء إلى عدة عوامل أهمها الاكتظاظ في المنازل، والاكتظاظ في وسائل النقل، والتراخي البادي للعيان من طرف الساكنة في الالتزام بالإجراءات الوقائية من قبيل ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي، والتأخر في التشخيص الذي له علاقة بعدد التحليلات المخبرية التي يتم القيام.

وأردف أن “مدينة مثل الدار البيضاء على الرغم من أن فيها مستشفى جامعي وعدة مختبرات، إلا أن هذه المختبرات غير كافية”، مشيرا إلى أنه “ضرورة رفع عدد المختبرات، إلى 10 أو 15 لكي يكون التشخيص والعلاج المبكر، لأن هذا عامل كبير في الحد من العدوى”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.