العثماني يكشف التطورات الإيجابية الأخيرة التي عرفتها قضية الصحراء المغربية

عبد المجيد أسحنون

قال الدكتور سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، “إننا في انتظار صدور قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، بعد أيام معدودة”، مفيدا أن الصيغة الأولى للقرار، قد وزعت على الذين يسمون “أصدقاء الصحراء”.

وأضاف العثماني، في كلمة له خلال أشغال اللجنة الوطنية للحزب، اليوم الأحد، بالمقر المركزي للحزب بالرباط، أن هذه الصيغة الأولى، بنيت على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، الذي كان منصفا بالنسبة لبلادنا، “حيث وقف على عدد من القضايا والأمور المهمة ومنها أنه أثنى على دور المغرب في التنسيق مع قوات المينورسو، فيما يخص فترة جائحة كورونا، وحماية المنطقة وخصوصا قوات المينورسو من تأثيرات هذه الجائحة”.

كما أشار تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، يردف العثماني، إلى الجهد الكبير الذي قامت به بلادنا في الصحراء المغربية وأقاليمها فيما يخص الاستثمار، قائلا: “المغرب قام بجهد كبير في الاستثمارات وفي التنمية في المنطقة، مما يعد نموذجا ومثالا ليس فقط  على المستوى الوطني، وإنما أيضا على المستويين الإقليمي والدولي”.

كما سلط التقرير، حسب العثماني، الضوء على “خروقات جبهة الانفصاليين في مخيمات تندوف، وتصاعد هذه الخروقات، والتوتر الاجتماعي الذي ينذر بانفجار على مستوى هذه المخيمات”.

وبطبيعة الحال، يسترسل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، استمرت الأمم المتحدة في التحذير من المس بالطابع المحايد للمنطقة المحايدة، والتي حاولت جبهة الانفصاليين وقواتها باستمرار إما إنشاء بنايات فيها أو إيجاد موطئ قدم لميليشياتها المسلحة، “وهذا ما كان دائما موضوع رد فعل قوي من المغرب لأنه يرفض المساس بالاتفاقيات تم توقيعها بهذا الخصوص، أهمها الاتفاقية التي تهم هذه المنطقة المحايدة، وبالأخص منطقة الكركرات التي حاولت بعض الميليشيات جبهة الانفصاليين إغلاق المعبر التجاري الموجود بها”.

وأبرز العثماني، أن الأمين العام للأمم المتحدة، رفض أي مساس بالوضع المحايد لهذه المنطقة وهوما كان فعلا، مضيفا أن تقرير الأمين العام على مستوى المسلسل السياسي، أعاد التأكيد على نفس ثوابت الأمم المتحدة، وهي ثوابت مجلس الأمن في مختلف قراراته المتتالية، “وهي العمل على التوصل إلى حل سياسي واقعي براغماتي متوافق عليه دائم”، وأكد أن نفس هذه المبادئ والأسس تحكم مبادرة الحكم الذاتي التي كان المغرب قد تقدم بها، كأساس لإيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده.

هذا التقرير، وفق العثماني، يندرج ضمن سلسة من التطورات الإيجابية التي خطتها بلادنا في نضالها لتكريس مغربية الصحراء، “في مقدمتها الاستمرار طيلة السنوات الأخيرة في سحب عدد من الدول اعترافها ب”الجمهورية الانفصالية” الوهمية، آخرها سلفادور سنة 2019، ليكون عدد الدول التي مازالت معترفة بهذا الكيان الوهمي، تشكل حوالي الثلث من الدول التي كانت قد اعترفت بها سنة 1984، وهذا انتصار للدبلوماسية المغربية الهادئة طويلة النفس المستمرة، ونهنئ في هذا الدبلوماسية المغربية”.

وهناك إنجاز مهم أيضا في هذا السياق، يقول العثماني، يتمثل في فتح القنصليات لعدد من الدول الصديقة في مدينتي العيون والداخلة، وهذا إنجاز مهم جدا، لأن جبهة الانفصالين بقيت لآماد تسوق لمقولة أنه لا أحد يعترف بمغربية الصحراء، وثبت بالدليل اليوم العملي أن هناك عدة دول معترفة فعلا بمغربية الصحراء، وليس منتظرة إلى أن يحل النزاع حتى تصدر مواقفها، “بل هناك عشرات الدول التي تعترف بمغربية الصحراء كإجراء عملي على الأرض”.

ومن هنا نريد أن نشكر هذه الدول يضيف العثماني، التي قاومت حملة شرسة من التشويه والتهجمات، من قبل خصوم الوحدة الترابية والوطنية، وأثبت أنها تتبني خطا دبلوماسيا واضحا متعقلا، مبنيا على قناعات وليس مبنيا فقط على مجاملات، “فشكرا لهم، وشكرا مرة أخرى للدبلوماسية الوطنية في جهودها التي قامت بها في هذا المجال”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.