القضية الوطنية في الشعر المغربي الأمازيغي.. مجموعة “أرشاش” نموذجا

عبدالله العـسري

جبُل الإنسان وفطر على حب وطنه، وليس من السهل أن يفارق المرء وطنه الذي عاش في كنفه، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنورة  توجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يحبب المدينة إليه.

وحب الوطن  من القيم التي  تحافظ  على الوحدة الوطنية  وتؤلف بين أبناء هذا الوطن حيث ينتفي الصراع  والتنازع ويسود الإخاء  والحب  مصداقا لقوله تعالى :” ولا تَنازَعُواْ  فتَفشَلوا وتذهبَ ريحُكمْ ” .

وعلاقة بالموضوع  فقد كان حب الوطن والتغني به  سبيل العديد من الشعراء الأمازيغ حيث عبروا في أشعارهم عن حبهم لوطنهم  وتمسكهم القوي بوحدته  مقتدين في ذلك بأجدادهم  الذين دافعوا  عبر الزمن على وطنهم بكل شجاعة  وقطعوا الطريق على الغزاة الطامعين في الاستيلاء على بلدهم  أو السطو على خيراته .

ونقف اليوم عند قصيدة وطنية بعنوان ” تاموكريست ” ( المشكلة ) للمجموعة الغنائية ” أرشاش “، عبرت فيها المجموعة عن استماتة المغرب في الدفاع عن وحدة ترابه مذكرة ببسالة وشجاعة الأجداد المغاربة .

الدموع مذلة …لا للبكاء

واستهلت ” أرشاش ” قصيدتها بالتحذير من البكاء أمام ما يأتي به الزمن فالبكاء يكرس الذل ويقلل من كرامة المرء ويقزم رجولته  قائلة:

ءيمطاون ءار- زمزين  ءاور يالا يان  /  الدموع  تقلل من شأن المرء ..لا للبكاء

ءيسا- كا تزيادن  دلت ءيوانا  يالان   / الدموع تزيد الذل لمن يذرفها

تينيد ؤشكيغ  لواعين كولو سوتلن ءاغ   ! / إن تأملتُ فالواعون كلهم من حولنا  ،

ؤر- نسين مان ؤكوك  ءيرزان  في وامان / ولا أدري أية ساقية  تكسرت فضاعت المياه

تينيد ؤشكيغ ءيزوغار نيك  ءامو صاحان  / إن تأملتُ فالكلأ من نصيبي !

وتمضي المجموعة لتذكر بشهامة المغاربة الذين لم يسمحوا في حفنة من رمال أراضيهم وعزموا على الدفاع عنها بكل نفيس، في اشارة إلى تشبت المغاربة  بأراضيهم  في الأقاليم الجنوبية  بالصحراء المغربية  وفي ذلك تقول المجموعة:

ؤراو ن – ؤملال ؤر ؤجيغ  يان ءايي تاوين  ،  /  حفنة من الرمال لم أدع الغير ليأخذها مني ،

ءيمطاون ءار- زمزين  ءاور يالا يان /     الدموع  تقلل من شأن المرء ..لا للبكاء

ءاشكو تامييلات لعقل  ءاتنت  ءيتيرين  / لأن تدبير الأمور تحتاج إلى عقل رصين

ءيسمون –ءاغ كولو  “ياهو”        / نحن على كلمة واحدة    

اتق شر من أحسنت إليه …

وتمضي المجموعة الغنائية إلى الدخول في صلب الموضوع، وتتأسف عما يصدر من الجارة الجزائر من مواقف تخالف قيم الجيران واصفة ذلك بعبث الصغار الذي لا يخفى على كل ذي عقل رصين وأن الجزائر تعتبر طرفا رئيسيا في النزاع المفتعل ..قائلة :

ءاح ءا تاكَمات  ! طنز ؤر سول نتلن  ءي يان   ! /  آه يا أخي  ! ما العبث بخاف للعيان !

تحرا تاضصا  ن – ءيمازاين  ؤر تلا ءاسافار / استهزاء الصغار مُرٌّ لا دواء له  ،

ويليد  نمشاراك لعين – ءا ءيروين  ءامان  / شركاؤنا في العين هم من لوثوا المياه ،

ءيرين ءاداغ غوين  ؤكوك  ءانغ نغين ءيرافان  / وأرادوا  الاستيلاء على الساقية لنموت ظمأ ،

لعربون  واش ءاد ءيكا ءيغ ءيلا مات  ءيغوين  /  بئس العربون  لمن قبضه  ،

تيسنت ؤفوس ءار  رزمنت  ءيناك  ءيمنعان  / “ملح اليد” تفتح كل ممتنع  …،

ءاجاريف يوت طمع ءيفسي  كين  ءاغاراس  / الطمع فتت و استطرق الصخرة الصماء ،

ويدا كولنين  ءان ءيكان ءافوس ءافاسي  !/  المحلفون هم من مدوا  يدهم اليمنى  !

تاموكريست  نغ  زنزان تنت  س لام  ءاليف  ! / مشكلتنا بيعت بـ  ” لا” !

نجدرن  ءالن ءيلعدو  غ ءيخف  نفلت ؤر ءيموت  / لظينا النار في عين العدو وتركانه حيا  ،

نسن مانكا  نسنيضيف  يان ءاغ  ءيتارمن  ، / نعي كيف  نتعامل مع من يساومنا  ،

ءادج ءاودي ءاج ءاوال !    /  دعك  من الكلام  !

” المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها “…

وإشارة إلى النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية  أكدت ” أرشاش ” في هذه الأبيات الأخيرة أن المغرب  متمسك بأرضه  وبصحرائه، وأن المغاربة بقيادة ملكهم  لن يقبلوا أبدا المساس بوحدتهم وسيادتهم، وذلك ما ورثوا من أجدادهم من شجاعة  وتسامح  ونهج لسبل الحوار .
( للتذكير والمناسبة شرط  فقد ندد شرفاء العالم بالعبث الذي يقوم به الانفصاليون مؤخرا بالكركرات، والمؤسف له أنهم يقومون  بهذا بالوكالة وبإيعاز من النظام الجزائري .)
ونترك المتلقي لتتبع  الأبعاد الوطنية لهذه القصيدة الشعرية  التي ختمتها مجموعة أرشاش بالثناء على شجاعة المغاربة ..قائلة :

لماغريب  ءيبيد  ءيلحاق  ءيوولو  طرف  /  المغرب متمسك  بحقه  المشروع  مستحضرا ،

نزوار نكرو ءيسيعر  لخير ءانمشاراك  /  شهامته واستباقيته في الخير …

ءار نقاي  س ؤزلماض ءار ناكا  س ؤفاسي  / نأخذ باليسرى ونمد باليمنى  ،

يا ؤر ءيسين ءامغرابي يارمت  ءا ءيسان  / من يجهل  المغربي  فاليجرب ليعرف …

تاشاجيعت   لجدود نغ  ويلاغ  ؤرونين  / شجاعة أجدادنا الذين أنجبونا …

ءامازال  ل هنا هان  كيوان ءات  ءيسان  / وليعرف الساعي دوما للسلام ..،

ءيسن  واشبار ءيفادن  ن ويلي  تيخلون  / فالخطوة  تعي قوة  الأقدام التي تحطمها .

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.