لمواجهة ارتفاع إصابات “كورونا”.. هل تقدم الحكومة على إجراءات أكثر صرامة؟

عبد المجيد أسحنون

ما زال المغرب يسجل يوميا أعدادا مرتفعة جدا، من الإصابات بفيروس كورونا المستجد، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أعداد الوفيات. مما يطرح سؤال هل تقدم مؤسسات الدولة على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة للتخفيف من هذه الإصابات، بما من شأنه تخفيض عدد الوفيات المسجلة يوميا بسبب الجائحة، وتخفيف الضغط على الأطقم الطبية.

تطورات مقلقة

جوابا على هذا السؤال، قال عبد الرحيم الشعيبي نائب رئيس جمعية أطباء العدالة والتنمية في تصريح لpjd.ma، إنه أمام التصاعد المهول لأعداد الإصابات وكذلك عدد الوفيات بفيروس كوفيد 19 بالمغرب، كان لا بد من اتخاذ إجراءات للحد من هذه التطورات المقلقة، خاصة وأن نسبة ملء أسرة الإنعاش قاربت 40 في المائة على المستوى الوطني، كما تجاوزت 60 في المائة في الدار البيضاء ووجدة. واستدرك قائلا “لكن في جميع الحالات لا زالت نسبة الإماتة في حدود 1,7 في المائة، وهي أقل بكثير من مجموعة من الدول الأوروبية والأمريكية”.

تفويض القرار

وتابع الشعيبي، أنه رغم أن ما يمكن القيام به في هذا الشأن من إعادة فرض الحجر الصحي بصفة شاملة وتشديد المراقبة بالنسبة لاحترام عموم المواطنين للإجراءات الاحترازية والوقائية يبقى دائما ممكنا ومعروفا، إلا أن السلطات تتخوف من أن تكون لهذه الإجراءات آثار جانبية سواء اقتصادية او اجتماعية، إذا ما فرضت على الجميع، مما جعلها تعمد الى تفويض اتخاذ القرار المناسب للولاة والعمال وللجان اليقظة الاقليمية، حتى يمكن أخذ خصوصيات كل جهة أو إقليم بعين الاعتبار حسب عدد الإصابات المسجلة.

الحجر الشامل وارد

وكشف، أنه تمت دراسة مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن يتم تنزيلها في حال ازدادت الأمور سوء، ومنها الإغلاق الجزئي، والحد من حركة الأشخاص في بعض المناطق إلا بتصريح شخصي، ومنع التنقل في عطلة نهاية الأسبوع، ومنع التجول ابتداء من الساعة الثامنة مساء حتى السادسة صباحاً، بل حتى الرجوع الى الحجر الشامل إذا اقتضت الضرورة ذلك.

أخبار مفرحة

ولفت الشعيبي، الانتباه، إلى أنه مع بداية ظهور النتائج الإيجابية والمشجعة للتجارب السريرية التي أجريت على بعض اللقاحات، خاصة منها اللقاح الصيني ولقاح فايزر الامريكية وبيونتيك الألمانية، ولقاح مودرنا، “يبدو أن الضوء بدأ يظهر في آخر النفق”.

وأضاف، أنه قد بدأت استعدادات السلطات الصحية، خاصة بعد الاجتماع الذي كان تحت إشراف جلالة الملك محمد السادس، بوضع استراتيجية توضح الفئات التي ستكون لها أولوية في الاستفادة من اللقاح ومن بينها كل العاملين بالخطوط الامامية سواء كانوا مهنيي الصحة أو قوات الأمن أو غيرهم، ثم بعد ذلك الفئات الأكثر هشاشة من الناحية الصحية وهم الأشخاص المسنون وكذلك الحاملون للأمراض المزمنة.

الزيادة في الاحتراز

لكن في انتظار الشروع في تلقيح الفئات المستهدفة، يردف نائب رئيس جمعية أطباء العدالة والتنمية، يبدو أنه لا زال من السابق لأوانه التخفيف من الإجراءات الوقائية المعروفة، بل على العكس من ذلك يجب الزيادة في الاحتراز بعد تصاعد الاعداد المسجلة، كما أن اللقاح لن يشمل الجميع ويحتاج لبعض الوقت لكي يمنح مناعة كافية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.