خيرون: الثورة التكنولوجية ساهمت في بروز الإعلام الرقمي كمكون جديد

قال نزار خيرون، عضو اللجنة المركزية للإعلام بحزب العدالة والتنمية، إن التكنولوجيا مهّدت طريق التوجه نحو الانترنت والهواتف الذكية بكل سلاسة، مشيرا إلى أنها أسهمت في بروز الإعلام الرقمي كمُكَوِّنٍ جديد في حقل الإعلام ومكنته من التوسع مع الإقبال المتزايد على التكنولوجيا، فأصبح لدينا صحافة أو إعلام مواطن، وصحافة أو إعلام الموبايل.

وأضاف خيرون، في تصريح لـ “مجلة العدالة والتنمية” في عددها 25 الصادر نهاية الأسبوع الماضي، أن الثورة التكنولوجية عملت على تغيير معالم العالم، إذ استطاعت تحويل عدد من اهتمامات الناس ومجالات اشتغالهم، بما فيها مجال الإعلام، مردفا أن الثورة الرقمية مكنت معظم الشرائح الاجتماعية من الحصول على المعلومات والتواصل بدون أدنى جهد بالأخبار مباشرة عبر هواتفهم.

مستقبل الصحافة التقليدية

وفي نفس السياق، أوضح المتحدث ذاته، أن الإعلام الرقمي كان له أثر سلبي على الصحافة التقليدية، حيث “شاهدنا إغلاق الكثير من الجرائد والمجلات، وتحويل أخرى من يوميات إلى أسبوعيات في صيغتها الورقية وأخرى تحولت إلى الصيغة الإلكترونية بشكل كلي”، مبينا أن باقي مؤسسات الإعلام والصحافة التقليدية كالتلفزيون والإذاعات والوكالات الرسمية أصبحت “تتوجه نحو الرقمي على اعتبار الإقبال الذي صار يعرفه مقابل العزوف عن الوسائل التقليدية”.

وشدد خيرون، على أن الثورة الرقمية “جعلت المعلومات متوفرة بقوة وبدون أدنى مجهود، بل بنقرة واحدة”، مسترسلا: “حتى الإعلام التقليدي الذي توجه نحو الرقمنة بالكامل بات يواجه تحديات كبيرة من حيث العائدات بسبب هيمنة شركات الأنترنت الكبرى -كجوجل وفيسبوك- على سوق الإعلانات الرقمية”.

وأشار خيرون، إلى أنه، في الولايات المتحدة، توقفت كثير من الصحف والمجلات عن إصدار نسخها الورقية قبل فترة طويلة، فقد أوقفت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” إصدار نسختها الورقية عام 2009، وتبعتها مجلة “يو.أس نيوز أند وورلد ريبورت” عام 2010، ثم مجلة نيوزويك عام 2013، وحذت حذوها العديد من الصحف والمجلات الأميركية والإنجليزية والفرنسية، وغيرها.

الإعلام الاجتماعي وخصوصية الأفراد

وبخصوص الإعلام الجديد وخصوصية الأفراد، أكد المتحدث ذاته، أن مواقع التواصل الاجتماعي، تُعد اليوم الركيزة الأساسية للاتصال في العالم وأهم وسائل الاتصال الجماهيري والشخصي في آن واحد، حيث تتميز بالتفاعلية وإلغاء قيود المكان والزمان.

وأضاف خيرون، أن تطبيقات الانترنت ومنها مواقع التواصل الاجتماعي -لاسيما فيسبوك الأشهر والأكثر انتشارا- تعتبر أهم وسائل الاعلام الجديد، حيث أصبح منظومة إعلامية متكاملة تتيح لكل فرد نشر ما يريد ليس بالنص فقط، بل بالصوت والصور، والبث المباشر صوتا وصورة، وكل ما يريد بدءا من تفاصيل حياته الشخصية والاجتماعية والعملية.

وتابع أن هذه المميزات التي توفرت في الإعلام الاجتماعي تجعل بيانات المستخدمين ومعلوماتهم الشخصية واتصالاتهم تخزن وتجمع وتُعالج إلكترونيا، ليس من إدارة الشبكة والشركات المختصة فحسب، بل كل من لديه القدرة والإمكانية على ذلك، سواء كان من الهاكرز أو مزودي الخدمة أو دول وشركات أخرى، فضلا عما أتاحته هذه الوسائل من مزايا مكنت مستخدميها من انتهاك خصوصية بعضهم البعض.

هكذا يتم انتهاك الخصوصية

من جهة أخرى، وفيما يخص انتهاك الخصوصية الفردية أثناء ولوج الفضاءات الرقمية، أوضح خيرون، أن أي مستخدم حين يلج موقعا أو تطبيقا كيفما كان، فإنه يوافق على سياسة الموقع أو التطبيق حتى دون الاطلاع عليها بشكل متأن وقراءتها، مبينا أن “التطبيقات تطلب الترخيص المطلق للولوج إلى كافة البيانات المتعلقة بألبوم الصور والتسجيلات وقوائم الاتصال والبريد الإلكتروني وتفعيل خاصية التموقع الجغرافي بشكل تلقائي وغيرها”.

وأكد المتحدث ذاته، أن النقاش أثير حول انتهاك الخصوصية في مواقع التواصل الاجتماعي لأول مرة بعد ذيوع ما بات يعرف بـ”فضيحة كمبريدج أناليتيكا”، بعدما استخدمت شركة كمبريدج أناليتيكا للاستشارات السياسية بيانات عشرات ملايين المستخدمين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك دون موافقتهم، للتأثير في الانتخابات الأمريكية لمصلحة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال رئاسيات 2016.

حماية المستخدمين

وأفاد خيرون، أن هناك صعوبة في حماية المستخدمين من انتهاك خصوصياتهم، إذ بمجرد موافقة مستخدم ما على ولوج تطبيق من التطبيقات، إلا وأعطى إذنا بالولوج لمعطياته الشخصية التي لا يمكن معرفة مآلها، ولا يملك المستخدم أي ضمانات ملموسة بالحفاظ عليها، إلا مما تُتيحه التقنية في إدارة الحساب الشخصي، كتقوية كلمة المرور وتحصين الدخول إلى الحساب عبر مرحلتين أو ثلاثة سواء عبر تأكيد رسالة نصية قصيرة أو عبر قن خاص يصله عبر بريده الشخصي.

وفي المقابل، يرى خيرون، أنه إذا ما تأكد لمستخدم ما أن خصوصيته تم انتهاكها، فيمكنه سلك المسار القضائي لمقاضاة الموقع الذي سمح باستغلال بياناته كما حدث مع فيسبوك في قضية كامبريدج أناليتيكا، حيث قررت المفوضية الفيدرالية للتجارة في الولايات المتحدة فرض غرامة بقيمة خمسة مليارات دولار على شركة فيسبوك لتسوية قضية انتهاك خصوصية بيانات مستخدمي الموقع.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.