“كورونا”.. البروفيسور إبراهيمي يكشف تصوره بخصوص العودة إلى “الحياة الطبيعية”

اقترح البروفيسور عز الدين إبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، تخفيف عدد من الإجراءات التي سبق أن اعتمدتها السلطات العمومية من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد والعودة إلى “الحياة الطبيعية”، موجها الشكر للمغاربة الذين تحملوا بعض القرارات الصعبة والتي أبانت عن صوابها اليوم.

وتابع، إبراهيمي في تدوينة له نشرها بصفحته بموقع التواصل الاجتماعي، “اليوم ونحن على مشارف انتهاء الشهر الفضيل وأنا أرى دولا مجاورة تدخل الحجر الكلي، أثمن كثيرا ما قمنا به خلال هذا الشهر الكريم حيث يبدو أننا ربحنا التحدي بالحفاظ على وضعيتنا الوبائية الشبه المستقرة رغم الحركية التي يعرفها هذا الشهر”.

وفيما يلي نص تدوينة إبراهيمي كما نشرها:

اجتهادات شخصية على طريق العودة إلى “الحياة الطبيعية”…

واليوم ونحن على مشارف انتهاء الشهر الفضيل وأنا أرى دولا مجاورة تدخل الحجر الكلي، أثمن كثيرا ما قمنا به خلال هذا الشهر الكريم حيث يبدو أننا ربحنا التحدي بالحفاظ على وضعيتنا الوبائية الشبه المستقرة رغم الحركية التي يعرفها هذا الشهر. وهنا يجب أن نشكر جميع المغاربة ورغم الإكراهات المختلفة لكل مواطن والذين تحملوا بعض القرارات الصعبة والتي أبانت عن صوابها اليوم…. فكلنا أبطال…

واليوم الكثير يتساءلون عن متى نعود إلى الحياة الطبيعية؟ وبصراحة جارحة عن أي حياة طبيعية نتحدث؟ فالازدحام الذي رأيناه هذه الأيام في درب عمر والخبازات… وحتى في الأسواق الممتازة… لم تره عيني قط وبطبيعة الحال بدون كمامات… الواقع المغربي اليومي يقول بأن الكثيرين منا عادوا ومنذ مدة إلى حياتهم الطبيعية … فربما هم يتساءلون عن العودة إلى الحياة الطبيعية الليلية…. وهذا كذلك سؤال منطقي…. أما النهار فقليلة هي الأمور التي عليها قيود ويتمنى كثير من مواطني العالم الاستفادة من هذه الحرية المغربية….

وقبل أن أفصل في بعض المقترحات للمرحلة المقبلة وهو تصور شخصي قد يخطئ وقد يصيب…. ووفيا لمقاربة “المعطيات قبل القرارات”…. أذكر ببعض مؤشرات الوضعية المغربية في مواجهة الوباء والتي على أساسها أقترح تخفيف بعض الإجراءات والقيود بعد نهاية الشهر الفضيل:

1- استقرار العدد الأسبوعي للوفيات والمرضى في وضعية حرجة مما أدى إلى تخفيف الضغط على منظومتنا الصحية والذي يبقى الهاجس الأكبر في مواجهة هذه الجائحة

2- تراجع معدل انتقال العدوى وكسر وتيرة الموجة التي كانت منتظرة بفضل الإجراءات الرمضانية

 3- تسريع وتيرة التلقيح و خاصة بوصول ملايين الجرعات بين الأسبوع الفائت و التي ستصل بحر الأسبوع المقبل من سنوفارم ومن خلال مبادرة الكوفاكس. ويجب هنا أن ننوه ما يقوم به مدبري الشأن العمومي ولجان الترخيص من عمل في صمت…وستمكن هذه الإمدادات من تلقيح الفئات العمرية فوق الخمسين وإن شاء الله قريبا تحت الخمسين …

وهكذا فبنهاية الشهر الفضيل ومع استمرار الحالة الوبائية في شبه استقرار للأرقام والبيانات وتمكننا من تسريع عملية التلقيح…. نكون قد وطدنا مكاسبنا من الناحية العملية … ويمكن أن نجازف ونبدأ بتخفيف بعض الإجراءات… وفي هذا الإطار أظن أنه بإمكاننا وفي مقاربة “تدرجية في الزمان والمكان” أن نقوم ب:

1- فتح المساجد لجميع الصلوات وقراءة الورد القرآني اليومي وللدروس الدينية ومحو الأمية لتلعب المساجد دورها المجتمعي الكامل

2- فتح المقاهي والمطاعم لمدة زمنية أطول عسى أن تستعيد كثيرا من عافيتها

3- السماح بالتجمعات في الهواء الطلق

4- السماح بالتجمعات بأعداد معقولة داخل الأماكن المغلقة

5- رفع قيود التنقل داخل وبين الجهات الخضراء

6- تمكين المغاربة العالقين من العودة للمغرب طبقا للإجراءات المنشورة والتي تؤكد على التشخيص الصارم لجميع الوافدين من خلال التحليلات السريعة بالمطارات. أظن أن نجاح هذه العملية مهم جدا لأنه سيمكننا من التعرف على نجاعة هذه المقاربة على أمل تعميمها لاستقبال مغاربة العالم والسياح الأجانب في مرحلة ثانية…. بصراحة لا يمكن أن تبقى حدودنا مغلقة إلى ما لا نهاية ولاسيما أن الدول الأوروبية ستبدأ بفتحها وسنفقد من تنافسيتنا السياحية ونحن والحمد لله في وضعية وبائية أفضل منهم.

أملي كل أملي، وفي مقاربة وتعاقد مواطناتي وتشاركي بيننا كـ”أشخاص ومؤسسات علمية وتدبيرية”، أن نصل إلى بداية الصيف ونحن في حالة وبائية وعملية تمكننا بحوله وقوته من الخروج ولو الجزئي من الأزمة… وكما قلت سابقا فهدفنا الزمني إن شاء الله… “العيد الكبير”… من أجل الأضحى وضحى مغرب جديد… وإذا أردنا أن نجازف في تلك المرحلة في قرار جماعي مسؤول… فلنفعل مع تحمل مسؤولياتنا الفردية والمؤسساتية……..

حفظنا الله جميعا…..

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.