في ذكرى النكبة.. “الشيخ جراح” يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية

تأتي رياح الذكرى الـ73، على نكبة فلسطين، والتي تصادف اليوم السبت، بما لا تشتهي سفن الاحتلال الإسرائيلي، فقبل أسابيع من حلول الذكرى، تفجّرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة.

وتسببت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، والتي تصاعدت بداية شهر رمضان وخاصة في منطقة “باب العامود” والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي “الشيخ جراح”، إثر مساعي الاحتلال لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين إسرائيليين، في إطلاق شرارة الأحداث.

وتمكن المقدسيون من فرض إرادتهم على الاحتلال، حيث أجبروه على إلغاء ترتيبات أمنية فرضها في باب العمود، وإجبار القضاء على تأجيل النظر في طرد سكان الشيخ جراح. كما نجحوا في إلغاء مسيرة كان يعتزم المستوطنون تنظيمها داخل البلدة القديمة، احتفالا بذكرى احتلال القدس. ولاحقا، انتقل التوتر إلى قطاع غزة، حيث انخرطت قوى المقاومة في رشق صواريخها صوب مواقع الاحتلال الإسرائيلي، دفاعا عن الأقصى والقدس.

أما في الضفة الغربية، وبحسب ما أوردته “وكالة الأناضول”، فقد هبّ الفلسطينيون في مواجهات وتظاهرات يومية، تضامنا مع إخوانهم في غزة، وسريعا، تفاعل الفلسطينيون المقيمون خارجها، وكذلك العرب والمسلمون، مع الأحداث.

ويؤكد خبراء ومحللون سياسيون، أن ما يجري، أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية بشكل كبير، وأظهر عجز “إسرائيل” -رغم قوتها وإمكانياتها الهائلة- على تطويع الفلسطينيين.

في هذا الصدد، يقول الخبير الأمني اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي إن الشعب الفلسطيني “كان غارقا في حالة يأس، لكن حي الشيخ جراح، أيقظه ليبعث برسائله إلى العالم، مفادها بأنه عصي على الانكسار، وعازم على طرد الاحتلال”.

وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول “نحن أمام مرحلة جديدة: ما بعد الشيخ جراح ليس كما قبله، قد نصاب ببعض الضعف في ظل تفوق الجيش الإسرائيلي، لكن الشعب سيسجل بطولة يظنها البعض مستحيلة”.

ويتابع الشرقاوي، أن الشعب الفلسطيني “أفشل احتفالات كان يعتزم الاحتلال تنظيمها في القدس في ذكرى إتمام احتلالها (1967)، فارِضا بذلك سيادته ولو رمزيا على المدينة”.

ومن جهته، يرى الصحفي الفلسطيني محمد محسن وتد، أن تمادي “إسرائيل” في “الشيخ جراح” والأماكن المقدسة حرك جيلا من الشباب لم يشهدوا الانتفاضات الكبرى السابقة، وأغلبهم ولدوا بعد انتفاضة الأقصى عام 2000.

واعتبر أن “فلسطين تمر بمرحلة حاسمة في ظل توحد لم يسبق له مثيل في إجزاء الوطن، وعليه يجب استثمار تضحيات الشارع المنتفض”، مضيفا أن الشعب الفلسطيني “بحاجة إلى قيادة جديدة شابة توحّده وتعيد للقضية الفلسطينية زخمها، إضافة إلى إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية بضم كل الفصائل إليها”.

كما يرى الصحفي وتد، ضرورة “إعادة النظر في كل ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، من خلال مراجعة الاتفاقيات المبرمة الموقعة والتي لا يريدها الجيل الشاب، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني”.

 
 
 
شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.