مدن مغربية تنتفض دعما لفلسطين ضد غطرسة وجرائم الاحتلال الصهيوني

 نظمت وقفات ومظاهرات حاشدة بنحو 40 مدينة مغربية دعما لفلسطين وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ أسبوع، وبانتهاكات الاحتلال في القدس بما فيها حي الشيخ جراح، إضافة للاقتحامات التي جرت بحق المسجد الأقصى مؤخرا.

وشهدت العاصمة الرباط نهاية الأسبوع المنصرم، وتحديدا أمام مقر البرلمان مظاهرتان حاشدتان، حيث تجمهر المئات للاحتجاج ونصرة لفلسطين، فيما استجابت عشرات المدن تستجيب لدعوة التظاهر يوم 16 ماي الجاري نصرة لفلسطين، ضد جرائم الاحتلال بحق المقدسيين وسكان قطاع غزة.

ويوم السبت الماضي، خرج مغاربة في وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، ودعا المحتجون خلال الوقفة التي دعت إليها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، إلى وقف الاعتداء على الفلسطينيين، ورفعوا شعارات منها “المغرب وفلسطين شعب واحد مش شعبين”، منتقدين الصمت الدولي والعربي. وخرجت مظاهرات مماثلة في اليوم نفسه بمدينتي طنجة وخريبكة.

شعارات منددة بالانتهاكات

وردد المشاركون خلال هذه الوقفة، التي نظمت بمبادرة من فعاليات سياسية وحقوقية ومدنية، شعارات تطالب بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية بالمدينة المقدسة، والاعتداءات المستمرة على قطاع غزة والضفة الغربية.

وحثوا المجتمع الدولي على التدخل من أجل الضغط على “إسرائيل” للالتزام بالقرارات الدولية ووقف انتهاكاتها المستمرة اتجاه الفلسطينيين، وأكدوا تضامن الشعب المغربي الدائم مع الشعب الفلسطيني، والوقوف معه في مواجهة هذه الاعتداءات، ودعمه له من أجل استرجاع حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وشارك في هذه المظاهرات، مغاربة من مختلف الأطياف السياسية ومن مختلف الأعمار، رجالا ونساء وأطفالا، وذلك استجابة لدعوة أطلقتها، المبادرة المغربية للدعم والنصرة والجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع.

ولم تقتصر الوقفات التضامنية مع فلسطين على العاصمة الرباط لوحدها، وإنما خرجت مظاهرات أمس الأحد في الدار البيضاء مراكش وطنجة وفاس ومكناس وآسفي وبني ملال وأكادير وعشرات المدن المغربية الأخرى، حيث نظمت في وقت متزامن هذه المظاهرات للتنديد بالاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والمسجد الأقصى المبارك.

مدن مغربية تنتفض

وخرج الآلاف من المغاربة في مدن البيضاء ومراكش وطنجة وآسفي، دعما للمقاومة ولصمود المقدسيين ورفضا للتطبيع ودفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني، ضد انتهاكات الاحتلال الصهيوني، وصدحت حناجر المشاركين في الوقفات التضامنية بشعارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وما تقترفه آلته الحربية من مجازر في حق الأبرياء.

وأطلقت “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع” نداء لتنظيم يوم وطني تضامني مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان، يوم الأحد 16 ماي الجاري، بمشاركة أكثر من 15 هيئة مغربية مجتمعية سياسية ودعوية وحقوقية ونقابية وجمعوية، وقد استجابت لهذا النداء حوالي 40 مدينة.

ودعت حركة التوحيد والإصلاح كافة الهيئات الشعبية المناصرة لقضية فلسطين إلى توحيد الجهود للقيام بكافة الأنشطة والفعاليات الداعمة لهبة الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها تنظيم مسيرة وطنية شعبية يعبر فيها المغاربة عن دعمهم لحقوق الشعب الفلسطيني ورفضهم للاحتلال الصهيوني.

وذكرت تقارير إعلامية أن المدن التي تفاعلت من نداء دعم فلسطين، وأكدت خروجها للتظاهر هي: الرباط- الدار البيضاء -طنجة-مراكش الجديدة_برشيد-ازرو-الحاجب- المحمدية- أسفي –فاس – مكناس- بني ملال، الفقية بنصالح- تاهلة-الخميسات- كرسيف-خنيفرة-سوق السبت -العرائش -سيدي قاسم -دمنات-قرية باحمد- صفرو- خنيفرة-تمارة- بنسلمان- لقصر لكبير- أزيلال.

هذا، ودعت فعاليات سياسية وحقوقية ومدنية، إلى الاستمرار في تنظيم وقفات بعدة مدن مغربية للتأكيد على وقوف المغاربة مع الشعب الفلسطيني جنبا إلى جنب، كما ما أن هناك دعوات إلى مسيرة وطنية تجوب الرباط الأحد القادم تضامنا مع الشعب الفلسطيني.

إدانة رسمية للاحتلال

هذا، وأدانت المملكة المغربية، بأشد العبارات، العنف المرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الذي لا يؤدي استمراره إلا إلى توسيع الفجوة وتعزيز الحقد والتشويش على فرص السلام في المنطقة.

وذكّرت وزارة الشؤون الخارجية، بأن المملكة المغربية، التي تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها، لا تزال مخلصة لالتزامها بتحقيق الحل القائم على الدولتين، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، من خلال إنشاء دولة فلسطينية داخل حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أنه لا يمكن وصف ما يقع بفلسطين من قِبل الاحتلال إلا أنه عدوان ممنهج مستمر، وانتهاك فظيع ضد الإنسان الفلسطيني، وضد البيئة والجغرافيا الفلسطينية.

وأوضح العثماني، خلال تصريح خاص أدلى به لقناة الجزيرة، الأحد 16 ماي 2021، أن العدوان الإسرائيلي تطور إلى جرائم حرب، حيث رأينا الاحتلال يقصف منازل المدنيين ويسقطها على رؤوس الأسر والعائلات، فتُقتل بكاملها.

وتابع، أنه تصاعدت اليوم، الانتهاكات في المسجد الأقصى والقدس، من خلال الهجوم عليهما ومنع المقدسيين من الصلاة والاعتكاف والمرابطة، مما أدى لردود فعل تعكس المكانة التي يحتلها القدس ليس عند الفلسطينيين فقط ولكن لدى عموم المسلمين.

وذكر العثماني، أن المغرب اختار دعم صمود الفلسطينيين من الناحية السياسية، مؤكدا استمرار مختلف المبادرات المغربية الرامية لدعم الحق الفلسطيني، سياسيا وميدانيا وعمليا. وأضاف، أن المغرب، من خلال جلالة الملك، والحكومة عبر وزارة الخارجية، يعمل على إجراء اتصالات مع رؤساء الدول الكبرى لأجل إيقاف العدوان الإسرائيلي وإيقاف التصعيد.

وشدد رئيس الحكومة، على وجود إجماع وطني لدعم صمود الفلسطينيين، وأردف، رأينا تعابير شعبية عدة دالة على هذا الدعم، سواء على المستوى الرقمي أو الميداني، والتي تسند الموقف الرسمي الرافض لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.

ومنذ الاثنين الماضي تشن سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا بالطائرات والمدافع على الفلسطينيين في قطاع غزة، أسفر عن استشهاد أكثر من 200 شخص بينهم أطفال ونساء إضافة لمئات الجرحى وعشرات آلاف المشردين.

ومنذ 13 أبريل الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات وحشية ترتكبها شرطة الاحتلال الإسرائيلية ومستوطنون في القدس والمسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.