” إعفاء الرميلي.. وزراعة الضباب”‎

جاء في تبرير إعفاء وزيرة الصحة نبيلة الرميلي أسبوعا فقط بعد تعيينها ويوما واحدا بعد التنصيب البرلماني للحكومة، أن ذلك كان بطلب من المعنية بالأمر للتفرغ لتسيير شؤون  الدارالبيضاء الذي ترأس مجلسها الجماعي. 

من حق المغاربة أن يتساءلوا: 

ألم يكن في علم السيدة الوزيرة وهي تتولى عمادة مدينة من حجم الدار البيضاء وقبل اقتراحها للاستوزار، أنها تحتاج إلى تفرغ كلي؟!! 

ألم يكن في علم رئيس الحكومة وهو يقترح اسم الوزيرة أن ” لي فيها يكفيها وزيادة” أم أنه لم يكن على علم بحجم مسؤولية تسيير مدينة الدار البيضاء إلا بعد أن أوحي له بذلك؟!! 

ثم أليس حريا برئيس الحكومة نفسه إعمالا لهذا المنطق، ووزير العدل في حكومته، ووزيرة الإسكان أيضا، المبادرة جميعهم إلى الاختيار بين الحقيبة الوزارية وبين رئاسة مجالس جماعة أكدير وتارودانت ومراكش على التوالي؟!!! 

هي أسئلة تكرس وضع الهشاشة التي تعيشه الحكومة، التي قيل إنها حكومة كفاءات، فاتضح بالملموس أنها حكومة مراكمة المسؤوليات والترضيات وصبغ الأطر بألوان سياسية لا تربطهم بها إلا الخير والإحسان وفي الدقيقة “التسعين”!!!!.

هي أسئلة تكرس وضع الضبابية الذي يلف العملية برمتها ويزرع بذور الشك واللايقين التي تنمو بسرعة قياسية لم يكن أحد يتوقع حدوثها بتلك السرعة. 

لقد سبق أن تم إعفاء وزير من التجمع الوطني للأحرار في الحكومة السابقة دون أن يعرف أحد وإلى اليوم السبب ويتعلق الأمر بمحمد بوسعيد وزير المالية الأسبق. 

لكن اليوم الذي يثير السخرية هو التبريرات التي تقدم لهذا الإعفاء، فهي عسيرة على الهضم ومثيرة للاستغراب، وتضع كل الشعارات وما تنتجه آلة الاعلام المتحكم فيها بشكل نهائي، موضع السؤال والشك.  

فهل بمثل هذه البدايات المتعثرة والمرتبكة، يمكن أن نبني جسور الثقة أو نربح رهانات المرحلة، التي تقتضي وجود حكومة قوية قادرة على قيادة هذا البلد بثبات وبصيرة، لتخطي مرحلة ما بعد الجائحة بإكراهاتها وتحدياتها المتشعبة والمعقدة؟!!

إن من يريد أن يوقع انطلاقة واعدة، لا يمكن أن يتلعثم في البدايات ولا أن يتعثر قبل الانطلاق، فالمغاربة رغم أنهم وضعوا خلف ظهورهم ما شاب العملية التي أفرزت هذه الخريطة السياسية من اختلالات، وواكبوا مرحلة تشكيل الحكومة وعرض برنامجها الحكومي بببرودة غير مسبوقة، فإنهم ليسوا سذجا حتى يقبلوا مثل هذه التبريرات المضحكة والسخيفة، ويريدون الوضوح ولا شيء غير الوضوح!!!

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.