الصمدي يبرز أهمية مضاعفة المغرب لاستثماراته في الابتكار

قال خالد الصمدي كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي سابقا، إن المغرب يحتاج بعد الجهود التي بذلها في بنية البحث العلمي إلى أن يدخل نادي الابتكار من خلال تثمين نتائج البحث العلمي وخاصة على مستوى الرفع من عدد براءات الاختراع (150 براءة اختراع كل سنة حاليا إلى 500 على الأقل في المدى المتوسط).

وتابع الصمدي، في تدوينة له نشرها بصفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أنه يجب أيضا العمل على “تسريع وتيرة إتمام انشاء مدن الابتكار في كل الجامعات المغربية، وتزويدها بالتجهيزات والامكانات اللازمة، والتي هي حصيلة اتفاقية شراكة بين الوزارة الوصية ووزارة الصناعة والتجارة، باعتبارها واجهات للربط بين الابتكار والاستثمار عن طريق المقاولات الوطنية، وخاصة في المجالات التي يحتاج فيها المغرب إلى ضمان أمنه الاستراتيجي كما حددها جلالة الملك، وعلى رأسها مجال الصحة والتغذية والطاقة والتكنولوجيا مع الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي في كل هذه المجالات وغيرها”.

وفي هذا السياق، يردف الصمدي، نحتاج إلى بناء منظور جديد لتطوير الشراكة والتعاون المؤسساتي الوطني والدولي والانفتاح على تجارب جديدة خاصة مع دول جنوب شرق آسيا واليابان والدول الناطقة بالإنجليزية، مضيفا أن بلدنا يحتاج كذلك إلى تجميع مراكز ومؤسسات البحث العلمي على اختلاف انتماءاتها واختصاصاتها في بنية كبرى مندمجة للبحث العلمي من خلال إنشاء (مدينة للبحث العلمي والابتكار) على غرار التجارب الدولية (سيليكون فالي) التي تجمع إلى جانب مختبرات البحث العلمي بنيات التثمين والاستثمار من لوجستيك واتصالات وغيرها بالإضافة الى شركات الإنتاج والتسويق.

وفِي مجال تكوين واستقطاب الموارد البشرية المؤهلة تحتاج بنية البحث العلمي ببلادنا، حسب الصمدي، إلى إحداث إطار باحث متخصص متفرغ للبحث العلمي من أجل استقطاب الكفاءات المغربية المتخرجة حديثا من مختلف الجامعات والمدارس العليا المغربية، وكذا الكفاءات المغربية في الخارج (الحد من هجرة الكفاءات)، بالإضافة إلى تحفيز القطاع الخاص للانخراط في تمويل البحث العلمي والابتكار بداية باحتضان الباحثين أثناء التكوين وخاصة طلبة الدكتوراه ومشاريع نهاية التكوين في مدارس تكوين المهندسين، ثم الاستثمار في تحويل براءات الاختراع التي يتوصلون إليها إلى إنتاج قابل للتسويق محليا وإقليميا ودوليا، مشيرا إلى أن المغرب ولله قطع الحمد أشواطًا في بعض هذه الاوراش.

وأكد الصمدي، أن الاشتغال على هذه التوجهات الكبرى وفق مخطط عمل إجرائي يعده ويعتمده المجلس الوطني للبحث العلمي بتعاون مع القطاع الحكومي الوطني والمؤسسات الشريكة، من شأنه أن يرقى بمكانة المغرب في التصنيفات الدولية، باعتباره قطبا جاذبا للاستثمار وقاطرة لتثمين البحث العلمي في إفريقيا والعالم العربي، ليحتل بذلك موقعا متقدما في الشراكة الإقليمية والدولية، ويواكب التوجهات العامة للملكة التي تطمح أن تكون قطبا جهويا متميزا للتنمية.

وأردف الصمدي، تبرز من كل هذا “أهمية إضافة الابتكار إلى اختصاصات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في توجه لا تخفى آفاقه وآثاره”، متمنيا أن تتظافر جهود الجميع لتحقيق هذا المطمح الذي يجعل من بلادنا منصة للابتكار والاستثمار، مردفا أن إضافة الابتكار إلى تسمية الوزارة مع ضمان استقلاليتها يعبر عن توجه جديد للمغرب في تطوير الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي.

وأشار، إلى أن المغرب سجل على مستوى البحث العلمي الجامعي تقدما مهما “فبرزت طاقات مغربية في عدة جامعات وفِي مجالات تخصصية دقيقة، انتقل معها المغرب من المرتبة السادسة الى المرتبة الثالثة إفريقيا”، مضيفا أن المغرب انتبه في السنوات الأخيرة إلى الاستثمار في بنيات وتجهيزات البحث العلمي الكبرى، وانخرط في مشاريع بحث دولية، وخاصة مع الاتحاد الأوروبي، وانفتح على البلدان الناطقة بالإنجليزية، فتمكن بذلك من تحقيق طفرات كبرى، وأهمها اطلاق القمر الصناعي محمد السادس، وسفينة البحث العلمي “الحسن المراكشي” المتخصصة في مسح أعماق البحار والمحيطات والتي كانت ثمرة اتفاق مع اليابان، والتي دخلت حيز الخدمة بداية هذه السنة.

كما انخرط بلدنا، يضيف الصمدي، مع الاتحاد الأوروبي في إنشاء التلسكوب البحري المتخصص في علوم البحار ورصد الزلازل KM 3net ، وأصبح يتوفر على بنية معلوماتية لمعالجة البيانات الضخمة، وأنشأ أول بنك للأحياء على المستوى الإفريقي معترف به دوليا، وزود المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بتجهيزات علمية مختبرية ومعلوماتية وحوله إلى بنية لتعاضد الموارد خاصة على مستوى التحاليل المخبرية، وطور شبكة مروان للتواصل بين الأساتذة الباحثين، وغيرها من الاستثمارات العلمية المهمة التي استطاع بواسطتها المغرب ان يحتل هذه المرتبة المتقدمة افريقيا ويحصل على موقع متقدمة مع الشركاء إقليميا وجهويا ودوليا.

 
شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.