هل يريد الاتحاد الاشتراكي معارضة حقيقية أم توظيف المعارضة!؟

علي الفاضلي

بعد الموقف الذي أعلن عنه حزب العدالة والتنمية من الحكومة وجدد تحديد موقعه ضمن المعارضة بعد انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما خرجت بعض الأصوات الاتحادية لمهاجمة الحزب خصوصا كلمة بنكيران التي انتقد فيها الجوقة المنقلبة من الدفاع عن أخنوش إلى الهجوم عليه، وهي الكلمة التي اعتبرها بعض قياديي الاتحاد الاشتراكي موجهة إليهم باعتبار أن اتحاد ادريس لشكر كان امتدادا لحزب أخنوش.
وبالرغم من أن العدالة والتنمية حدد موقعه ضمن المعارضة، إلا أن قيادة الاتحاد الاشتراكي لم يعجبها ذلك، فهي تريد معارضة وفق مفهوم اتحاد ادريس لشكر لا وفق مفهوم ورؤية حزب العدالة والتنمية.
باختصار إنها تريد توظيف المعارضة خدمة لأجندات قيادة اتحاد ادريس لشكر لا معارضة حقيقية، إنها تريد الاستمرار في تكرار تجاربها القريبة.
فهل نسيت قيادة الاتحاد كيف هدد لشكر بالتحالف مع العدالة والتنمية لمواجهة الوافد الجديد حزب الاصالة والمعاصرة بعد سنة 2008، وهو الأمر الذي وظفه لشكر من أجل استوزاه في حكومة عباس الفاسي، استوزار دفعه للانقلاب على دعوته للتحالف والتقارب مع العدالة والتنمية إلى مهاجمته!؟
وهل نسيت قيادة الاتحاد الاشتراكي الرفض المتشنج -الموجه- للدخول في حكومة عبد الإله بنكيران أواخر سنة 2011، بالرغم من العرض الذي قدمه بنكيران للاتحاد الاشتراكي وبقية الأحزاب المنحدرة من الحركة الوطنية؟
وهل نسيت قيادة الاتحاد الاشتراكي التحالف الذي عقده اتحاد ادريس لشكر مع الأصالة والمعاصرة خلال حكومة بنكيران؟
وهل نسيت قيادة الاتحاد الاشتراكي الكلام الأخرق لإدريس لشكر حين حذر من تكرار النموذج السوري في حال إعادة فوز العدالة والتنمية في انتخابات 2016، وبأن فوزه هو خطر على استقرار الوطن!؟
وهل نسيت قيادة الاتحاد الاشتراكي اسهامها في “مؤامرة” 8 أكتوبر 2016، حين اجتمع قادة الاصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار للإعلان عن موقف موحد ضد تكليف العدالة والتنمية بقيادة الحكومة من جديد، لولا موقف شباط الذي أفشل المخطط!؟
وهل نسيت قيادة الاتحاد الاشتراكي تحول الحزب إلى خادم لأخنوش قصد إفشال بنكيران من تشكيل الحكومة، بالرغم من العرض الذي قدمه بنكيران للاتحاد الاشتراكي للدخول للحكومة رفقة الاستقلال والتقدم والاشتراكية، لكن لشكر حول الحزب لخادم لأجندات خصوم الديمقراطية ومعول هدم وعرقلة لمسيرة الانتقال الديمقراطي؟
وهل نسيت قيادة الاتحاد الاشتراكي أنها كانت تتوسل للدخول لحكومة أخنوش وأن حزبها لم يتجه للمعارضة إلا اضطرارا، في حين رفض الدخول لحكومة بنكيران الأولى والثانية بالرغم من العرض الذي قدمه بنكيران لهم، وبالرغم من التقدير الذي يكنه الحزب وبنكيران لحزب الاتحاد الاشتراكي!؟
وهل المعارضة التي تتحدث عنها قيادة الاتحاد الاشتراكي تعني معارضة الحكومة أم معارضة أحد مكوناتها فقط، فالملاحظ أنها معارضة “ظريفة” تجاه اخنوش في حين تجدها “صلبة” ضد أحد مكوناتها!؟
إن المعارضة التي يريدها حزب العدالة والتنمية هي المعارضة التي يقررها الحزب وفقا لواقعه وخدمة لرؤيته، ولا يمكن لقيادة الاتحاد الاشتراكي أن تحل محل الحزب وتحدد له المعارضة التي ينبغي أن يسلكها، فالعدالة والتنمية ليس قنطرة لتحقيق مصالح قيادة الاتحاد الاشتراكي وتعزيز تموقعها، فالحزب ليس حزبا وظيفيا في خدمة أجندات خاصة.
لقد حدد الحزب تموقعه في المعارضة مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات، كما جدد ذلك التموقع بعد انتخاب بنكيران أمينا عاما، في حين أن الاتحاد الاشتراكي لم يعلن المعارضة إلا بعد أن رفض “توسله” لدخول الحكومة.
كما أن المطلوب من أعضاء الحزب وقيادييه الانتباه إلى ضرورة عدم السقوط في فخ ترديد مصطلحات لا تتوافق وواقع الحزب الموضوعي، من قبيل اتهام التحالف الثلاثي بالهيمنة، فالحزب موضوعيا لا تعنيه هذه الهيمنة في شيء، فنتائجه لا تسعفه في قيادة أو حتى المشاركة في تدبير شؤون الحكومة والمجالس المنتخبة، وترديد مصطلحات الهيمنة هو خدمة لقيادة الاتحاد الاشتراكي التي تتهم التحالف الحكومي بالهيمنة لأنه اتهام يخدم واقع الاتحاد الاشتراكي الذي يريد المشاركة في تدبير شؤون الحكومة والمجالس المنتخبة، وتعزيز تواجده ضمن المناصب السامية والعليا. مع ضرورة الدفع –ديمقراطيا- في اتجاه الدفاع عن تقليص الأحزاب المشرفة على تدبير شؤون الحكومة والمجالس المنتخبة حتى لا تتم عملية تمييع المحاسبة السياسية. 
-علي فاضلي-

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.