3 أسئلة مع العجلاوي يقرأ فيها رسائل التقارب الألماني المغربي

مليكة الراضي

على خلفية عودة العلاقات الألمانية المغربية إلى مسارها الطبيعي، اعتبر الموساوي العجلاوي، الأستاذ بمعهد الدراسات الافريقية في الرباط، أن هذا التقارب يؤسس لمرحلة جديدة فيها فاعلون جُدد، بعدما حدد المغرب أفق علاقاته الديبلوماسية مع ألمانيا.
وقال العجلاوي في حوار مع pjd.ma، أن تجاوب الحكومة الفيدرالية الألمانية الجديدة، يعد انتصارا للمواقف المبدئية للديبلوماسية المغربية وأفقا دبلوماسيا جديدا، سيكون من السذاجة على المغرب ألا يستغل هذه التحولات الجديدة من أجل بناء علاقات جديدة قوية وواضحة مع ألمانيا وفرنسا واسبانيا.
وفي ما يلي نص الحوار: 
كيف تقرؤون التقارب الأخير بين ألمانيا والمغرب؟ هل الأمر يتعلق بالمصالح بدرجة أولى؟
تجدر الإشارة إلى أن بلاغ وزارة الخارجية الألمانية يجيب على كل النقط التي صدرت في بلاغ وزارة الخارجية المغربية، عندما قررت استدعاء السفير، وكأنه استجابة لمطلب مغربي في ما يخص الإرهاب والتركيز على دور المغرب في محاربة الإرهاب، والمغرب كان قد آخذ كثيرا على الحكومة الألمانية حينها، لكونها أفشت أسرارا متعلقة بالتنسيق الأمني بين الطرفين.
المسألة الثانية التأكيد على مشروع الحكم الذاتي، هذا فيه تثمين للمشروع المغربي فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي لهذا لنزاع. المسألة الثالثة هي الملف الليبي، والتأكيد على الدور المغربي مسألة أساسية، فالعلاقات العامة والدولية هي مصالح استراتيجية وتكتيكات، وتنفذ هذه المصالح عن طريق تكتيكات. فمثلا بيان وزارة الخارجية هو تكتيك موظف من لدن وزارة الخارجية من أجل تحقيق تلك المصالح الاستراتيجية للحكومة الفدرالية الألمانية.
هل الأمر يتعلق بتحول جيوسياسي في المنطقة؟
نعم هناك خريطة جيوسياسية جديدة وفي هذه الخريطة فاعلون جدد، والفاعلون الجدد بالنسبة للمغرب هم الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” وتركيا، فلا ننسى أن تركيا الآن هي تسلح المغرب. وأيضا الدول الواقعة غرب أوربا ألمانيا واسبانيا وفرنسا.
فألمانيا مثلا تحاول وحاولت من خلال هذا البيان إعادة العلاقات مع المغرب على منطلقات جديدة وهي المآخذات التي جاءت في بلاغ وزارة الخارجية المغربية عندما قرر وقف التعاون مع الحكومة الألمانية.
لذلك فهذه المصالح تتعلق بكون المغرب يلعب دورا كبيرا على مستوى الملف الليبي الذي يعرف تطاحنا بين الجانب الفرنسي الإيطالي على الكعكة الليبية التي تساوي 400 مليار دولار، أما ألمانيا فقد حاولت عن طريق الجزائر اختراق الملف الليبي محاولِةً التموقع في منطقة شمال افريقيا، وبالتالي يبدو أن هناك صعوبة وعادت إلى المغرب، لأن هناك مشروعا مشتركا وهو مشروع الطاقة النظيفة ويؤخذ كنموذج على المستوى الدولي، وهي لا تريد أن تفرط في هذا المشروع وفي هذا الشريك.
أيضا الأمر يرتبط بالتشكيلة الحكومية الألمانية الجديدة التي هي مختلفة عن التشكيلة السابقة حيث تضم اليوم الاشتراكيين والخضر والليبيراليين، فهذه المعطيات الأساس منها هو أن المغرب ظل صامدا ولم يتنازل كما هو الحال بالنسبة لإسبانيا وبدرجة أخرى فرنسا.
وأعتبر أن تجاوب الحكومة الفيدرالية الألمانية الجديدة مع هذا المنعطف المغاير يعد انتصارا ومواقف مبدئية للديبلوماسية المغربية وأفقا دبلوماسيا جديدا، سيكون من السذاجة على المغرب ألا يستغل هذه التحولات الجديدة من أجل بناء علاقات جديدة قوية وواضحة مع ألمانيا وفرنسا واسبانيا.
ماهي الآفاق التي يمكن أن يفتحها هذا التقارب بين البلدين من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية؟
ألمانيا بالخصوص هي شريك تجاري كبير للمغرب، هناك مساعدات أيضا كبيرة من لدن الحكومة الألمانية للمغرب، وأيضا المشروع الكبير بين المغرب والبريطانيين بخصوص الطاقة النظيفة، أعتقد أنه يثير شيئا ما غيرة الألمان، وبالتالي هم يريدون أن يكونوا قدوة على مستوى الطاقة النظيفة.
فيما يخص لماذا المغرب وليس مثلا الجزائر أو تونس أو ليبيا، أنت تعرفين أن الوضع السياسي عند الجزائر مضطرب يوميا هناك اعتقالات وما يجري أصبح مثارا للضحك على المستوى الدولي، تونس أيضا دخلت إلى مسار لا أحد يعرف إلى أين تسير، الملف الليبي مازال جامدا، وبالتالي فبالنسبة لألمانيا ودول غرب أوربا، المغرب يظل واحة للسلم والأمن والاستقرار، وهذا يمكن أن يسمح بتنفيذ مشاريع ما يسمى بالطاقة النظيفة، هذه الأخيرة أصبحت ورقة انتخابية كبيرة جدا إلى جانب المهاجرين، ولذلك فكما سبق أن قلت هناك مصالح هي التي حددت، ولكن لا يجب ألا نعتبر هذه المواقف هي مواقف تمليها حاجيات دولة ألمانيا وأيضا حساباتها الخاصة وليس ورديا 100 في المائة بالنسبة للمغرب.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.