حوار.. العسري:  أخنوش وحكومته لا يحسنان لا الأقوال ولا الأفعال 

أكد علي العسري، العضو السابق بفريق العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، أن الحوار الذي جراه رئيس الحكومة عزيز أخنوش مع القناتين الأولى والثانية كشف أن كل ما تم ترويجه من شعارات انتخابية كانت محض أوهام بيعت للمواطنين، مشددا على أن أخنوش يسطو على إنجازات الحكومتين السابقتين بشكل واضح وجلي في ملفات ومشاريع عدة.
وذكر العسري في حوار مع pjd.ma أن أخنوش عجز عن بدء مشاورات إدماج العاملين في القطاع الفلاحي في الحماية الاجتماعية، منبها إلى أن رئيس الحكومة أبان عن ضعف شديد في التواصل، وأنه، وحكومته، لا يحسنان لا الأقوال ولا الأفعال.

وهذا نص الحوار كاملا:
أولا/ كيف تعلقون على سطوه على مشاريع الحكومة السابقة ونسبتها إلى هذه الحكومة، بما فيها مشاريع تعميم التغطية الاجتماعية؟

كمتتبع للشأن العام والشأن الحكومي تحديدا فقد حِرت حقيقة في ضبط ومعرفة موقع وموقف رئيس الحكومة الحالي من الحكومات السابقة، التي شارك فيها كوزير للفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات لمدة تناهز العقد من الزمن، ولا سيما في الحكومتين السابقتين اللتين كان هو وحزبه من ركائزها الأساسية، ودبرا عدة قطاعات استراتيجية وحيوية، كما كان الآمر بالصرف لصندوق تنموي مهم، يتعلق بصندوق التنمية القروية في إطار ذلك التحايل والقصة المعروفة، فمن جهة أعلن هو في تصريحه الحكومي أن حكومته حكومة قطيعة مع ما سبق، وهو ما يكرره وزراؤه، ومن جهة أخرى يتباهى ويبتهج ويسوق للمشروع المزعوم للدولة الاجتماعية، ولم يأت بعد بأي جديد ملفت، ما عدا الاستمرار في أوراش الحكومتين السابقتين من تعميم الحماية الاجتماعية، عبر إدخال المزيد من المستقلين للتغطية الصحية والاجتماعية، وكل ذلك تم وضع لبناته الأساسية في الحكومتين السابقتين عبر إخراج قوانين المهنيين والأجراء المستقلين، والشروع في إخراج متدرج للمراسيم التطبيقية.
كما استمر في اعتماد التوظيف عبر الأكاديميات، عكس الأوهام التي بيعت في الحملات الانتخابية لهذه الفئة، وغيرها من الفئات التي مورس عليها أكبر تضليل متعمد في الانتخابات السابقة، والتقييم الأولى المؤكد إلى الآن، أن هذه الحكومة مازالت تقتات لحد الآن على انجازات الحكومتين السابقتين، مع نَفس تراجعي واضح في الكثير من الملفات، لا سيما ما تعلق بتنخيب المؤسسات المنتخبة، وضرب حق ابناء المغاربة في تكافؤ الفرص، كما وقع مع مباريات التعليم وغيرها.

ثانيا/ كيف تعلقون على تأخره في إصدار مراسيم التغطية الصحية للمهن المرتبطة بالفلاحة باعتباره القائم على القطاع لسنوات عدة، وعدم فتحه للحوار مع المعنيين خلال استوزاره؟
أعتقد أن أكبر ملف يكشف عجز رئيس الحكومة الحالي هو التأخر غير المفهوم في إدماج القطاع الفلاحي وأجرائه في مشروع تعميم الحماية الاجتماعية حتى الآن،  فمن جهة فإن هذا القطاع يشغل مئات الآلاف من المغاربة لا سيما من الفئات الهشة وساكنة المجال القروي والأحياء الفقيرة وبالتالي، والحالة هاته، كان يجب أن يحظى بالأولوية المطلقة كأفضل إبراز وتجسيد للتوجه نحو الدولة الاجتماعية، ومن جهة أخرى لكون رئيس الحكومة هو من دبر هذا القطاع لثلاث حكومات متتالية، ويفترض أن يكون أعلم الناس بأولوية القطاع ومشاكله ومعاناة مهنييه وفلاحيه ومزارعيه وكسابيه وعماله، وكثير منهم نساء، تسعفهن أيضا مقاربة النوع والنهوض بأوضاع النساء في وضع هشاشة، غير أن بقاء كل هؤلاء في قاعة انتظار كبيرة تتسع المغرب كله ليس إلا تعبير عن العجز للحكومة الحالية ورئيسها.

ثالثا/ قال في الحوار، نحن نشتغل ولا نتكلم، هل مطلوب من السياسي عدم الكلام، وكيف تقيمون تواصل رئيس الحكومة خلال هذه المرحلة؟
لحد الآن المغاربة لم يروا بعد لا أفعالا حقيقية ولا أقوالا صادقة وذات مصداقية، بالعكس صدموا بكثرة الكلام الفارغ والوعود المعسولة والخادعة التي انطلقت مع انتخابات شتنبر وما زالت مستمرة، فهم وليس غيرهم من قالوا إنهم سيرفعون الأجور ويعطون تعويضات لكبار السن، ويعممون التعويضات العائلية، ويقطعون مع التوظيف عبر الاكاديميات، ويحدثون ملايين مناصب الشغل، ويزيدون 2500 درهم دفعة واحدة لأطر التدريس، فأين هي أفعالهم من كل هذا الكم الهائل من الأقوال والوعود، والحقيقة أن الحكومة الحالية لا تحسن لحد الآن لا القول ولا الفعل، والحياة السياسة هي الأكثر حاجة للتواصل المستمر والمنتظم والصادق والمسؤول وهو ما اعتقد أن رئيس الحكومة الحالية ومكوناتها أبعد ما يكون عن تحقيقه.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.