لغة التدريس بين نيجيريا وكوريا الجنوبية: إلى المطالبين بالتدريس بالانجليزية في المغرب

علي فاضيلي

لغة التدريس بين نيجيريا وكوريا الجنوبية: إلى المطالبين بالتدريس بالانجليزية في المغرب
تعتبر نيجيريا من أغنى دول العالم من ناحية البترول وباقي الموارد الطبيعية، كما تعتبر أول دولة افريقية من حيث عدد السكان بتعداد يصل لأزيد من 170 مليون نسمة، وبالرغم من أن اللغة الأنجليزية هي اللغة الرسمية للبلاد وهي اللغة المعتمدة في الدراسة من المدرسة إلى الجامعة، إلا أن التعليم في نيجيريا يحتل أسوأ المراتب العالمية، بحيث تحتل نيجيريا المرتبة 185 عالميا ضمن ترتيب الدول في جودة التعليم، كما ان الجامعات النيجيرية تحتل مراتب متأخرة ضمن قائمة أفضل الجامعات في العالم، بالإضافة لغياب كلي للنيجريين عن قائمة براءات الإختراع، بل إن الدول العربية التي تدرس باللغة العربية تحتل نتائج أفضل بكثير من نيجيريا في هذه المجالات.
أما كوريا الجنوبية فبالرغم من فقرها من ناحية الموارد الطبيعية، وبالرغم من مساحتها الصغيرة وتعدادها السكاني الضعيف مقارنة مع نيجيريا، وبالرغم من أن البلدين حصلا على الاستقلال في نفس الفترة تقريبا، إلا أن كوريا الجنوبية أصبحت من أقوى اقتصادات العالم، كما أنها تحتل المرتبة الأولى عالميا في جودة التعليم، والمرتبة الأولى من حيث براءات الاختراع، كما تحتل جامعاتها مراتب جد متقدمة ضمن قائمة أفصل جامعات العالم، وقد حققت كوريا الجنوبية هذا التقدم الهائل بالاعتماد على لغتها الوطنية والتدريس بها في من المدرسة إلى الجامعة، وفي كل المواد بما فيها العلوم الدقيقة، والغريب أن كوريا الجنوبية استطاعت تحقيق هذا الإنجاز بالرغم من أن اللغة الكورية لايتحدث بها إلى عدة ملايين من الكوريين وليست من اللغات المنتشرة عالميا.
لذلك فمشكل المدرسة المغربية ليس في اللغة العربية، بل في غياب الإرادة الحقيقية في إصلاح التعليم المغربي والرقي به والنهوض باللغة العربية وتعميم الدراسة بها من المدرسة إلى الجامعة، وإحياء وظيفة المترجم كما فعلت كوريا الجنوبية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.