رغم حواجز المحتل.. آلاف الفلسطينيين يؤدون “الفجر العظيم” بالأقصى

لم تمنع حواجز الاحتلال العسكرية آلاف الفلسطينيين، من مناطق مختلفة، من التوافد والإصرار على أداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، اليوم الجمعة 18 فبراير 2022 ضمن مبادرة “الفجر العظيم” التي أُطلق عليها هذا الأسبوع “فجر الشيخ جرّاح”.
وقالت الجزيرة نت، إنه أمام باب حطّة، أحد أبواب المسجد الأقصى، علِق العشرات بسبب الحاجز الذي نُصب وأمامه وقف جنديان طلبا بشكل عشوائي من الشبان إبراز هوياتهم الشخصية، فمن حالفه الحظ اجتاز الحاجز ومن لم يحالفه عاد وحاول الدخول مجددا بعد دقائق.
وبصوت “الله أكبر الله أكبر لا إله إلّا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد” جماعيا، ردّد المصلون العالقون أمام الباب التكبيرات، وكثيرون تأخروا في الدخول للمسجد.
وكان لافتا الحضور الشبابي ضمن القوافل القادمة من الداخل الفلسطيني. رغم إعاقة جنود الاحتلال دخول العديد من الشبان، لكن ما إن ينجح أحدهم في اجتياز الحاجز حتى ترتسم على محيّاه ابتسامة عريضة ويهرول نحو ساحة مصلى قبة الصخرة المشرفة.
وكان الكثير منهم يردد “الله ينصرنا عليكم. هذا الاحتلال لن يُعمّر طويلا.. زواله قريب. صوّرني مع قبة الصخرة” في طريق سيرهم نحو المصلى القبلي حيث يؤدون الصلاة.
إعمار ومبادرات
وأمام المصلى، يجود الفقير والغني بتقديم أصناف متنوعة من الطعام للمصلين، ولا يطلب هؤلاء سوى الصلاة على النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” أو الدعاء بالرحمة لأمواتهم.
مرحلة حساسة
قال الناشط المقدسي فخري أبو دياب، إن أذرع الاحتلال تراقب بعين الأهمية مدى تفاعل الفلسطينيين مع القضايا المشتعلة بالقدس، وإنها تتصرف بناء على ردة فعل المقدسيين تجاه الأحداث، ومن هنا تنبع أهمية إسناد أهالي الشيخ جراح في هذه المرحلة بالتحديد.
وأشاد أبو دياب بإطلاق اسم “فجر الشيخ جراح” على المبادرة لهذا الأسبوع، مؤكدا أن الدفاع عن الأحياء المقدسية التي يهدد سكانها خطر التطهير العرقي هو دفاع عن المسجد الأقصى ضد محاولات تهويده المستمرة، لأن كافة هذه الأحياء تحيط بالمسجد وتعتبر صمام الأمان له.
تفاعل واسع
أما مديرة مشروع “قوافل الأقصى” مادلين عيسى، فتتابع منذ أسابيع تفاعل الفلسطينيين مع مبادرة “الفجر العظيم” وقالت إن عشرات الحافلات انطلقت فجر الجمعة نحو أولى القبلتين.
وحول إطلاق اسم “حي الشيخ جراح” على مبادرة هذا الأسبوع، قالت مادلين إنه بمجرد إطلاق هذا الاسم على صلاة الفجر كانت متيقنة أن أعداد المصلين ستكون أكبر، لأن قضية الحي مشتعلة ومتفاعلة منذ أسبوع.
وبرأي عيسى، فإن أهالي الداخل الفلسطيني والمقدسيين قلوبهم متوحدة على هذه القضية، ويحمل توافد الآلاف منهم لأداء صلاة الفجر رسالتين الأولى “طمأنة لأهالي الشيخ جراح بأننا معهم ونقف إلى جانبهم، والثانية للاحتلال لنقول له إن هذه الجموع مستعدة لنصرة المهددين بالإخلاء والتهجير القسري”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.