ما دلالة التفاعل الوطني الكبير مع دورة برلمان “المصباح” وبيانها الختامي؟

أكد رضا بوكمازي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن التفاعل العام الذي خلفه المجلس الوطني لحزب “المصباح”، وخاصة بيانه الختامي، يؤكد أن الخارطة الانتخابية التي أفرزتها انتخابات 8 شتنبر لا تعكس الخارطة السياسية والحزبية ببلادنا.
وتوقف بوكمازي في حوار مع pjd.ma عند دلالات حضور المسألة الحقوقية والديمقراطية في بيان برلمان “المصباح”، مع ما خلفه هذا الحضور من ارتياح لدى عموم أعضاء الحزب، كما تحدث عن المطلوب اليوم من أعضاء الحزب، قياما بدورهم تجاه المجتمع، خدمة للمواطنين وتفاعلا مع قضاياه الحيوية والراهنية.

وهذا نص الحوار كاملا:
س: ما تفسيركم للتفاعل الكبير الذي خلفه المجلس الوطني وبيانه الختامي؟

ج: هو تأكيد إضافي على أن الخارطة التي أعلنت عنها نتائج انتخابات 8 شتنبر لا تعكس الخارطة السياسية والحزبية والمجتمعية الحقيقية في بلادنا، بل إن تلك النتائج في حقيقة الأمر، تأكيد جديد على حالة اللا تطابق بين طبيعة الحضور السياسي للأحزاب السياسية والنتائج المعلن عنها، وهو الأمر الذي أكدته مجموعة من الأحداث منذ شتنبر إلى الآن.
ورغم النتائج التي رُتب فيها حزب العدالة والتنمية ثامنا، نتيجة أساسية لتدخلات خارجية متعددة، على رأسها المال والسلطة، إلا أنه على المستوى الحقيقي ما يزال حزب “المصباح” هو الفاعل الحزبي الأول، الذي يعطي للسياسة معناها، ويحضر ويتفاعل، بضرف النظر عن طبيعة وشكل وتأثير هذا الحضور.

س: كيف تعلقون على حضور المسألة الحقوقية وقضايا الديمقراطية في البيان بهذا الشكل المباشر والواضح؟
ج: حضور القضايا السياسية والحقوقية في بيان المجلس الوطني يعكس مكانة هذه القضايا في تفكير الحزب، فهي تمثل الهمّ الأول للحزب، صحيح أن الحزب حين كان في موقع التدبير الحكومي انشغل بقضايا التدبير العمومي وقضايا الشأن العام، وهذا أمر طبيعي، إلا أن تحرره من ثقل هذا التدبير، يجعل انشغاله الأكبر اليوم ينصب على القضايا السياسية، خاصة في ظل ما نشهده من تراجعات على مختلف المستويات، واجهاز مستمر على المكتسبات.

س: التفاعل العام مع دورة وبيان برلمان “المصباح”، هل هو مؤشر على أن الحزب بدأ في استعادة عافيته السياسية؟
ج: ما وقع في 8 شتنبر مؤثر، وحزب العدالة والتنمية تأثر بهذا الواقع الجديد أو المصطنع، هذا لا يمكن إخفاؤه، لكن العدالة والتنمية رغم ذلك سيستعيد عافيته بشكل تدريجي، وكل المعطيات تؤكد أنه حزب سياسي قوي، وأنه يحتاج اليوم إلى انعطافة جديد في مشاوره، بما يعيد للحزب حضوره وتأثيره.
من جانب آخر، أعتقد أن النقاش الحقيقي الذي عرفته دورة المجلس الوطني، وانخراط أبناء الحزب في هذا النقاش، هي لبنة من اللبنات التي ستساهم في استعادة “المصباح” لعافيته التنظيمية ولدوره في المجتمع.
ولأن النتائج الانتخابية لا تعكس الحقيقة، فإن الحزب مطالب اليوم بأن يكون على أهبة الاستعداد لكي يشغل مكانته الطبيعية في المجتمع، عبر الحرص على التفاعل والحضور والتواصل، خاصة وأن بلادنا اليوم، بحاجة إلى حزب سياسي معتدل، مستقل وحر، وقادر على اتخاذ القرارات باستقلالية، حزب له وجود وتأثير في المجتمع.. إلخ، هذه المقومات التي يتوفر عليها العدالة والتنمية، تجعل المواطنين بحاجه إليه، وعليه أن يضطلع بأدواره في هذا الجانب، وأن يتحمل أبناؤه المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وهو أمر رهين بتعزيز ثقافة الشورى ومقومات الأخوة وتعزيز المؤسسات والانصهار في المجتمع وقضاياه الأساسية والحقيقية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.