محمد عصام يكتب: ثروة أخنوش تتضاعف.. أو حين يصير الوطن بقرة حلوبا!

محمد عصام

هذا المقال تفاعل مع افتتاحية جريدة الأخبار في عددها اليوم الخميس 7 أبريل 2022، والتي جاءت بعنوان “الوطن ليس حلوبا” !!! 
كاتب الافتتاحية  يستكثر الاحتجاج لمن يطالب بحقوقه، ويعتبر أي عمل احتجاجي مهما كانت مطالبه مشروعة تجسيدا لمعنى الأنانية والنرجسية الفئوية، ويتهم من يحتج بأنه يرى في الدولة بقرة يجب حلبها بأبشع الطرق، ومهما كانت ظروفها الصحية، وليستقيم له المعنى مع المبنى استدعى مدبج المقال النموذج اللبناني، وكأني به يهدد كل من يتجرأ على الاحتجاج أو المطالبة بحق مشروع، أنه سيوصل البلد إلى حافة الانهيار الذي تجسده الحالة اللبنانية نسأل الله أن يلطف بشعب لبنان.. ودولة لبنان !! 
لا أرى لمقترف هذا الهذيان عذرا، غير كون جذبة “التطيبل وتعياشت” قد أوصلته إلى مقام الفناء في المحبوب وانكشاف المستور، فأصبحت المطالبة بالحقوق خرابا يتهدد الأوطان، والاحتجاج انتهازية ونرجسية كاملة الأوصاف، وبذلك فلتذهب للجحيم كل المكتسبات التي أقرها الدستور، وقبلها كل ما راكمته التجربة الإنسانية في مجال حقوق الإنسان بدورها إلى الجحيم. 
كنا ننتظر من الصحافة خصوصا تلك التي تدعي أنها مستقلة، أن تنحاز إلى الشعب ومطالبه خصوصا في هذا الظرف العصيب الذي اكتوى المواطن فيه بلهيب غير مسبوق للأسعار، لا أن تجعل من نفسها خادمة للمتغلبين الذين يقتاتون من أزمات هذا الشعب المسكين، ويراكمون على ظهره الثروات !!!
ومن مكر التاريخ أن تتصادف هذه الافتتاحية مع صدور  آخر تحديث لمجلة فوربس الأمريكية لثرواث أكثر الأفارقة ثراء، في سنة 2022، والذي أظهرت أن  ثروة رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، تجاوزت 2 مليار دولار أمريكي بداية شهر أبريل الجاري، وبذلك يعظ بالنواجذ على رتبته الثالثة عشرة كأكثر إفريقي غنى في القارة السمراء ضمن 18 ثريا.
وحسب ذات المصدر، فإن الثروة الصافية للأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، تعافت في سنة 2021 لتصل إلى 1,9 مليار دولار، ومع حلول سنة 2020 وصلت ثروته التعافي إلى أن تجاوزت سقف 2 مليار دولار، ما يعني أن ثروة أخنوش تضاعفت بمليار دولار ما بين 2020 و2022.
فعوض أن يطالب صاحب الافتتاحية الممرضين ورجال التعليم والمتعاقدين ومهنيي النقل وغيرهم بالسكوت والرضى تحت طائلة الاتهام بتخريب الوطن والدفع به على أن يصير لبنانا جديدا، كان عليه أن يبحث ما يجعل ثروة  رئيس حكومتنا تزداد وتتضاعف في ظل أزمة لم تبق أحدا من الناس إلا طالته بلهيبها الحارق، وعوض القول في وجه المستضعفين أن الوطن ليس بقرة حلوبا، كان من الأولى الانتباه على من حول فعلا البلد إلى دجاجة تبيض ذهبا ودولارات، وهو من تحدث عنه تقرير اللجنة الاستطلاعية وكشف استيلاءه على 17 مليار درهم كأرباح غير مشروعة، وربما وصلت تلك الأرباح اليوم ما يفوق 45 مليار درهم حسب آخر التقارير، وهم من فجروا مجلس المنافسة وربما هم من يقف وراء عدم تقدم لجنة التحقيق المكلفة بما وقع بمجلس المنافسة على حدود اليوم، إنهم باختصار أولئك الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف، ويعرفون حيث يتموقعون في الدولة والإدارة وفي كل مكان حتى يحافظوا على مصالحهم بإحكام، إنهم أولئك الذين يزاوجون بين السلطة والمال، وتلك هي المفسدة العظيمة الماحقة للإنسان والعمران!!!
نتفهم أن لا ترى عين صاحب الافتتاحية مثل هذا الخبر، فتلك العين تم حشوها بما يكفي حتى يحجب عنها رؤية مثل هذه الأخبار، ولا يسعنا إلا أن نقول كما يقول المغاربة لمن كان في مثل وضعه “إحسن عوانك أ مسكين”
هامش له علاقة بما سبق 
في نفس الصفحة أي الأولى، خبر آخر تشتم منه رائحة “تشكامت” وهي وظيفة مكملة لوظيفة “تعياشت”، مفاده أن مصادره أفادته بأن مكتب مجلس النواب لم يفعل المقتضيات المتعلقة بالاقتطاع من تعويضات البرلمانية نبيلة منيب بسبب الغياب !!!! بدون تعليق عدا “إذا ابتليتم فاستتروا” ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم  !!!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.