بووانو: ماذا يريد الوزير الميراوي بالضبط؟

عبد الله بووانو

كان مرور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، السيد الميراوي، بجلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم 9 ماي، مرورا مليئا بالغموض، وبِقلّة الوضوح، خاصة في جوابه على الأسئلة المتعلقة بالأنوية الجامعية والكليات المتعددة التخصصات.
ولم نفهم صراحة ماذا يريد الوزير الميراوي بالضبط في هذا الموضوع، هل سيواصل تنفيذ البرامج السابقة الخاصة بإحداث أنوية جامعية وكليات متعددة التخصصات في عدد من الجهات والمدن، التي سبق توقيع اتفاقيات بشأنها بين أطراف مختلفة، من جماعات ترابية وجهات ووزارة وغيرها، وعرف تنفيذ الالتزامات المتعلقة بها تقدما ملحوظا، أم أنه سيلغي كل مشاريع إحداث هذه المؤسسات الجامعية ذات الأهمية البالغة، سواء للدولة أو للمدن التي ستحتضنها أو للطلبة المغاربة المعنيين بها الذين ينتظرونها مع آبائهم بشغف، ومنها مشاريع متضمنة في قانون المالية لسنة 2022؟
فما معنى أن يحاول الوزير التأكيد أنه لم يتخذ بعد أي قرار بخصوص هذه الأنوية الجامعية والكليات المتعددة التخصصات، وفي الوقت نفسه يشيع الانتظارية بادعاء تنظيم مناظرات ومشاورات جهوية، والدعوة لزيارته في مكتبه؟
هذا أسلوب غير مقبول من السيد الوزير، في تعامله مع النواب البرلمانيين، لعدة اعتبارات، أولها أن دور البرلمان هو مراقبة ما تقوم به الحكومة ومراقبة تنفيذ المشاريع والبرامج التي يصادق عليها، وثانيها، أن السيد الميراوي وزير في حكومة يفترض أنها مسؤولة عن تنفيذ اختيارات ملتزم بها وتقع خارج التنافس الحزبي، خاصة اذا كانت موضوع تعليمات وتوجيهات ملكية، كما هو الشأن بقضية علاقة منظومة التعليم بسوق الشغل، وتمكين الشباب من آفاق تعليمية تمكنهم من الاندماج، كما ورد في خطاب ثورة الملك والشعب لسنة  2018.
وثالث الاعتبارات هو مضي بلادنا في تنزيل اختيارات استراتيجية بصرف النظر عن تعاقب الحكومات، التي يفترض أنها تتكامل مع بعضها في قطاعات استراتيجية، ولذلك نذكر أن بلادنا عرفت اصلاحا جوهريا لقي اجماعا يتعلق بتجميع الجامعات وخلق اقطاب جامعية، في عهد الوزير الداودي، وهذا البرنامج الإصلاحي، تواصل ببرامج اخرى، تراعي المصلحة العامة والمتطلبات المستجدة، سواء من حيث العرض الجامعي وعلاقته بسوق الشغل وبالعدالة المجالية، أو كذاك في علاقته بالجانب الأمني، وهنا ليسمح لي الوزير الميراوي أن أسأل عما اذا كان كانت وزارة الداخلية معنية بالمشاورات التي قال أنه يقودها بشأن الأنوية الجامعية والكليات المتعددة التخصصات، التي يحوم حول إلغائها، ثم ماذا ينتظر لتنزيل رؤيته للاقطاب كما يدافع عنها، ليتفضل ويُري للمغاربة ماذا ستحقق، أو على الأقل ليشرح لنا ماذا يقصد بها بعيدا عن “مضغ” الكلام.
ماذا سيفعل وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مع القانون الاطار رقم 51.17 الذي يلزم الحكومة بوضع خريطة جامعية استشرافية بشروط تتعلق بعدد محدد من التلاميذ الحاصلين على الباكالوريا، وبعدد محدد من السكان، وبمقومات التكامل؟
أرجو أن يستوعب السيد الوزير ما يحاول القيام به، وأن يضع رجليه على الأرض، وأن يباشر دون لف أو دوران استكمال احداث الانوية الجامعية والكليات موضوع اتفاقيات قائمة، حفاظا على صورته أولا، وحفاظا على مصداقية وزارته ومؤسسة الحكومة، وأعتقد أن السنوات التي قضاها أستاذا جامعيا ثم رئيسا لجامعة القاضي عياض بمراكش، تؤهله للاستيعاب والفهم الجيد.
خاصة وان مراكش انشأ بها قطب  جامعي بتامنصورت ولم ير النور منذ ازيد من عشر سنوات.
مانخشاه مع هذه الحكومة هو ان يأتي كل وزير بمشاريع غير مدروسة تعيد التشخيص والبناء من جديد  واصلاح الاصلاح وكأننا نخلق العجلة من جديد مع كل مايترتب عن ذلك من هدر للمال والزمن السياسي وتخريج افواج من البطالة…

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.