ناقد سينمائي: فيلم “الإخوان” أساء للمغرب ولم يُقدم أي معالجة لموضوع التطرف

أثار فيلم “الإخوان” الذي أنتجته شركة “SW MEDIA”، لصاحبها إدريس شحتان، المدير العام للمجموعة الإعلامية المكونة من شوف تيفي وجريدة المشعل، جدلا كبيرا وردود فعل غاضبة، بسبب مضامينه المستفزة لشريحة كبيرة من المجتمع المغربي، وأيضا استهلاكه لتيمة الإرهاب من دون تقديم أي إضافات والاكتفاء بوجهة نظر واحدة ووحيدة عن التطرف.
فيلم مستهلك
الناقد السينمائي مصطفى الطالب، قال في تصريح لـpjd.ma، إن الفيلم يطرح أولا إشكالية في العنوان، لأنه لما نقرأ العنوان سيتبادر إلى ذهننا أنه فيلم مصري، إذن فهناك بحسبه إسقاط من مجتمع إلى مجتمع آخر، ونحن نعرف العلاقة المتوترة ما بين الدولة المصرية والإخوان ولكن هل هذا العنوان صالح للمجتمع المغربي، بالتأكيد إنه غير صالح للمجتمع المغربي يقول الطالب.
من حيث الموضوع، يؤكد الطالب في التصريح ذاته، أنه مستهلك ولم يقدم أي جديد أو إضافة نوعية، مشيرا إلى أن مضمون الفيلم متجاوز لأن الطريقة التي تمت بها معالجة الإرهاب أو التطرف متجاوزة، فهو باختصار تكرار لمجموعة من الأفلام التي مرت سينمائيا منها المغربية التي نقلت صورة فيها الكثير من التجني وقليل من الموضوعية، فالمغاربة متدينون بفطرتهم ولكن ليس بتلك الصورة المأخوذة من بلدان أخرى فهذا فيه تجن عليهم”.
وأوضح، أن الفيلم عبارة عن تكرار سواء للفكرة أو على مستوى مجموعة من اللقطات وكتابة السيناريو وتقريبا نفس الكلام، مضيفا “نفس المشاهد التي اطلعنا عليها في الأفلام المصرية ك”الكباريه” و”الإرهابي” و” طيور الظلام” للأسف كنا ننتظر شيئا جديدا في هذه الظرفية التي يعرفها العالم لكن لا شيء حمله هذا الفيلم”.
غياب الموضوعية وإساءة للمغرب
ويرى مصطفى الطالب، أن فيلم “الإخوان” لم يحترم الموضوعية اللازمة، بحيث صور المتدين بصورة مغلوطة وسلبية دون أن يُظهر النماذج المشرقة، فإذن العمل يقدم صورة مغلوطة وغير واقعية، مشيرا إلى أنه مثلا الفقيه تم تصويره أنه “رأس الحربة” بينما الفقيه في المجتمع المغربي له رمزيته ومكانته المرموقة، فهو معلم الأطفال وإنسان “يعرف بينو وبين الله”، مضيفا “نمشيو للجنوب والشمال وننظر كيف ينظر المغاربة للفقيه، إذن فهذه الصورة التي تم بها تقديم الفقيه فيها تجنِ وفيها إساءة للمغرب “.
وتابع أنه “أي مخرج وأي كاتب سيناريو يصر على  تصوير المتدين بشكل سابي فهو  يضع نفسه في قفص الاتهام ويبحث فقط على البوز وربح الأموال”.
وعلى المستوى الجمالي، يرى الناقد السينمائي أن كتابة السيناريو تضمنت مجموعة من الاختلالات على مستوى الحوار والكتابة، أما عن الأداء التمثيلي فاعتبر المتحدث ذاته، أن هناك من ممثلين محترمين لا يعرف ماذا يفعلون في ذلك الفيلم بحيث لم يقدموا شيئا نوعيا فلا تعدو أن تكون أدوارا بسيطة جدا، مشيراً إلى أنه “على الرغم من حضور مشاهد كوميدية موفقة إلا أن الطابع الغالب هو الهواية، بمعنى أن إدارة الممثل كانت غائبة” يؤكد الطالب.
واستطرد” ماذا قدم هؤلاء الممثلين الشباب كنا ننتظر منهم الشيء الكثير غير أنهم لم يخرجوا عن النمطية في التعامل مع موضوع الإرهاب والتطرف”.
فراغ في المضمون
وحول مضمون “الإخوان” أكد الناقد السينمائي، أن الفيلم سطحي يفتقد للعمق وفارغ من حيث المضمون، كما أنه لم يُقدم أي معالجة لموضوع التطرف و الفقر، فمثلا بحسبه تحدث الفيلم عن الفقر وبأنه السبب في سقوط الشباب في التطرف بسبب عيشهم في الأحياء المهمشة “الكارينات” غير أننا لم نر أي معالجة موضوعية لموضوع الفقر بل بالعكس، في مقابل تغييب النموذج المشرق لشباب الكارينات الذين منهم اليوم أطباء ومهندسون وفكاهيون فإذن أين هي الموضوعية في المعالجة يقول الطالب.
وزاد “نتأسف أن الفيلم لم يوصل أي فكرة ولم يعطينا أي جديد وإن كان التصوير جيدا” مضيفا”كنا نتمنى أن يكون هناك جديدا وتعامل جديد مع ظاهرة الإرهاب والتطرف غير أن ما من ذلك تم، فنتمنى مستقبلا أن نجد أعمالا موضوعية ونرى متدينا إيجابيا وتصور فقهاء،  خدموا هذا البلد وقدموا التضحيات في القرى والمداشر… للأسف لما انتهى الفيلم تساءلت ما الذي خرجت به وما هي القيمة المضافة له..” 
وفي رده على الذين يتهمونه بمصادرة حرية الإبداع، رد الناقد السينمائي، أنه عندما ننتقد لا نمس حرية الإبداع لأنها مكفولة من طرف الدستور ومن طرف القانون وهذه مسألة مفروغ منها، مستركا “نحن نتحدث عن حرية الإبداع عندما تكون مستعملة استعمالا جيدا يحترم الوسط الاجتماعي الثقافي الروحي والديني”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.