محمد عصام يكتب: صفوا حساباتكم مع ابن كيران بعيدا عن الملك!

محمد عصام

من المتفهم جدا أن تكون خرجات ابن كيران الإعلامية مؤلمة للبعض، فالرجل يجر خلفه سنوات من النضال السياسي وتجربة مقدرة في المشاركة في تدبير أمور الدولة من موقع رئاسة الحكومة،  وبالتالي فكلامه ليس مجرد كلام، يمكن أن يمر دون أن يحدث رجات هنا وهناك، خصوصا وأن أسلوب الرجل في التخفف من قيد التحفظ، والجرأة في كشف بعض الحقائق التي يعجز كثيرا من السياسيين عن الإفصاح بها إما خوفا، أو مبالغة في التقدير والحسابات التي بعضها فارغ للغاية، يجعل كلامه صادما للبعض.
هذا لا يعني أن نكون مجمعين على الاتفاق مع ما يقول جملة وتفصيلا، لكن يبقى الرجل متميزا بمنسوب الصراحة التي يسكن خطابه، وهو ما يجعل متابعة خطاباته سواء وهو في المسؤولية الحكومية أو الحزبية أو خارجهما، تكون هي الأعلى وطنيا، وبشكل يكاد لا يكون له نظير في الساحة السياسية وما تنتجه من خطابات أو تقدمه من نخب، أغلبها يعاني ضمورا في التواصل، وأزمة فادحة في المصداقية، والأرقام لا تحتاج إلى بيان أو توضيح في هذا الباب، كما أنها لا تكذب ولا تحابي أحدا. 
قد نتفهم بعض الردود على خرجة ابن كيران في افتتاح المؤتمر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بطنجة تطوان، والتي قد تكون أصابت أصحابها بعض الشضايا،  لكن أن يصل الأمر إلى درجة الوشاية ومحاولة “شريان السلك” بين ابن كيران والمؤسسة الملكية، فلعمري هذا هو قاع الانحطاط الذي لا قاع بعده !!! 
ومن ذلك ما دبجه صاحب شوف تشوف في عموده بالحرف حيث يقول ” فهذا الإصرار المرضي من طرف ابن كيران على تكرار تشبثه بالملكية في كل مرة هو في ذاته شيء مثير للريبة، كما لو أن ابن كيران يعرف في قرارات نفسه أن الناس غير مقتنعين بما يقول وأن عليه في كل مرة أن يدافع عن براءته محاولا إزاحة هذه التهمة عنه” 
إننا هنا أمام اتهام لابن كيران بأنه يضمر ما لا يبديه تجاه المؤسسة الملكية، وأنه يُخفي وراء التأكيد المتكرر لموقفه المؤيد للملكية ربما عداء أو تآمرا حتى، وهو ما كان يجب على صاحب “شوف تشوف”،أن يكشفه “بالخشيبات” وأن يأتي عليه بالبينات الواضحات، والدلائل الفاضحات.. ما دام قد نصب نفسه قارئا للنوايا مطلعا على السرائر، وأنه كشف له الحجاب فبات يعلم ما تبدي وما ُتكن الصدور !!!!
والحقيقة أن صاحبنا يدمن على عمل خسيس ومنحط بلجوئه للوشاية، بعد أن صار متأكدا أن كل ما ملأ به مقالته من دفوعات لن يجدي نفعا، وهو أسلوب الجبناء وقليلي الحيلة، وعديمي الحجة. 
وهو أسلوب لجأ إليه صاحبنا وغيره من “الجوقة إياها “في غير ما مناسبة مع الأستاذ عبد الإله ابن كيران، خصوصا في مرحلة البلوكاج ومرحلة الانتخابات 2015 و 2016، وكلها محاولات يائسة لم تفلح في شيء، وهي تدين أصحابها أكثر من أن تسيء إلى من وجهت إليهم. 
ابن كيران ليس في حاجة إلى من يبيض صفحته مع المؤسسة الملكية، لأنها ببساطة بيضاء ناصع بياضها، وابن كيران وتنظيمه لم يقطر بهما السقف، حتى يحتاجا إلى من يبين موقفهما من ثوابت البلد ومقدساته.
والمؤسسة الملكية ليست أيضا في حاجة لنيني أو لغيره لتعرف حقيقة مواقف ابن كيران والعدالة والتنمية من الملكية،  والذين يقومون بهذه الوشايات يسيئون للملكية من حيث يحسبون أنهم يحسنون لها صنعا. 
فجلالة الملك هو من عيَّن  ابن كيران رئيسا للحكومة مرتين سنة 2011 وسنة 2016، وهو من أثنى عليه وعلى خصاله وعلى تمسكه بالملكية وثوابت البلد حين أعفاه بعد ستة أشهر من البلوكاج، فهل يريد هؤلاء الوشاة أن يستدركوا على قرارات جلالة الملك؟ وهل يعون فعلا خطورة ما يقومون به؟ 
خلاصة الكلام على نيني وغيره أن يوقروا جلالة الملك، وإذا كانت لديهم حسابات مع العدالة والتنمية ومع ابن كيران، فليصفوها بعيدا عنه، وإجماع المغاربة على الملك ليس ولن يكون موضوع مزايدة من أي كان.. وانتهى الكلام!!!

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.