المقرئ الإدريسي يكتب: حول الرد على الاستفزازات الإلحادية… التفكير خارج الصندوق!

أبوزيد المقرئ الادريسي

عن فلم الاخوان، أريد ان أذكر الإخوان بالإشهار الخارق الذي أهداه المسلمون للفاشلين والمجهولين، من أمثال سلمان رشدي وتسليمة نسرين ونصر حامد أبوزيد وجريدة شارلي ابدو والروائي الجزائري صاحب رواية: (وليمة لأعشاب البحر).
هذا عدا التأزيم والتوتر المصطنع والمجهز للمرور إلى مخططات جاهزة… لننظر إلى الأزمات التي تفتعل بشكل دوري في دول أوربا بالتناوب (آخرها فرنسا) بإثارة موضوع الرسوم المسيئة، وتمرير أجندات وقوانين، وانظروا بالمقابل إلى مسلمي هولندة حين فهموا اللعبة، بعد أن أدوا الثمن غاليا في قضية اغتيال المخرج الفاشل: فان غوغ. فتجاهلوا حملات لاحقة، وتركوها تمر بدون تعليق، ففشل المخطط، وكفت الاستفزازات.
ولا أدل على ذلك من أن الاساءة (رسوم، فلم، حرق مصحف، منع البرقع أو المآذن، الخ…) يتم التطبيل لها والدعاية الواسعة المفتعلة قبل قيامها لجلب انتباه المسلمين وايقاعهم في فخ ردود الفعل.
حدثني مصطفى العقاد رحمه الله، عن الحملة التي نظمها الصهاينة ضد فلم الرسالة، بتهييج مشاعر المسلمين ودفعهم لمهاجمة الفلم، بزعم مخالفته للإسلام؟؟!!
وحدثني منير شفيق شفاه الله، عن مخطط استفزاز المسلمين ضد رواية سلمان رشدي، لتنتقل من رواية يستحيل أن يباع منها – بتقدير المتخصصين- أكثر من ثلاثة آلاف نسخة في خمس سنوات، بطبعة واحدة ولغة واحدة (الإنجليزية)، إلى ثلاثمائة مليون نسخة ومائة طبعة وعشرين لغة!!؟؟ هذا عدا تلاوتها في الإذاعات (أولها إذاعة اسرائيل!؟) والقنوات ونوادي القراء والكنائس، وعدا الطبعات المسروقة غير الشرعية. حتى أصبح المؤلف نصف المعتوه، شهيرا اثيرا مليونيرا و”خبيرا” وحاصدا لجوائز عديدة!
لا أريد أن أملي على أحد ما عليه فعله تجاه فلم (الاخوان)، لكنها دعوة للتفكير بعقلانية وهدوء، خارج الصندوق، وبعيدا عن ردود الأفعال. لنتذكر فلم (مروك) وفلم (يا خيل الله) وغيرها من الافلام الرديئة فنيا بشهادة المختصين (مصطفى المسناوي مثلا، رحمة الله عليه) وكيف كنا السبب في شهرتها المزيفة!
حدثني أحد اخواننا المصريين أن بعض الروائيين المغمورين عندهم، يضمن في رواية له اشارة مستفزة للمسلمين عن عمد، ولما لا يلتفت إليه أحد، يكتري خطيب جمعة أزهري مرتزق، ويتفق معه على تفاصيل تمثيلية مهاجمة روايته على المنبر، فيندفع البسطاء لشرائها ويقعون بسهولة في الفخ، وقد يندفع العلمانيون إلى مناصرته ليصبح نجما!!؟؟
كانت جريدة شارلي ابدو على أبواب الافلاس، بطبع مائة ألف نسخة أسبوعيا ونسبة بيع اقل من الربع. وبعد العملية “الإرهابية” 
باعت مليون نسخة في أسبوع، ثم مليونا آخر في يوم واحد، وارتفعت أسهمها وأقبل عليها المساهمون والمشاركون والقراء! والراجح انها نشرت الرسوم المسيئة لأجل انتشال نفسها من الافلاس والإغلاق على حساب الإسلام والمسلمين!!؟؟
مسألة التحكم في ردات الفعل مسألة دقيقة وليست بالأمر البسيط، فمن جهة، من الطبيعي أن يغضب الناس عندما تستثار مشاعرهم، أو عندما يعتدى على مقدساتهم أو أعراضهم، ومن الطبيعي أن يهب أحدنا للدفاع عنها، بل ومن علامات الصحة أن يغضبوا، ومن أعراض المرض خلاف ذلك، قال تعالى واصفاً عباده: ((وَٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَابَهُمُ ٱلۡبَغۡیُ هُمۡ یَنتَصِرُونَ)) [الشورى: 39]، وهو كما يقول العلماء إخبار في معرض المدح والحض، أي أن الله يحب من عباده أن ينتصروا إذا بُغي عليهم، وأثر عن الشافعي رحمه الله قوله: من استُغضب ولم يغضب فهو حمار.
لكن الإشكالية هي متى تغضب، ومقدار غضبك، وكيف تعبر عن غضبك، وما الذي يمكن أن يرضيك حتى يسكن غضبك؟ كيف يكون غضبك وسيلة لتحقيق غاية، وليس تنفيسا مؤقتا لا يحقق غاية ولا ردة فعل مشاعرية هوجاء، لا يعير لها الناس اهتماما، بل وقد يستغلها أعداؤك ضدك؟
هذه هي الأمور التي يجب أن تبحث. ونفتح باب النقاش لمن يريد أن يدلي بدلوه في هذا الأمر.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.