مراد الكرجاوي يكتب: ما خفي في انتخابات مكناس الجزئية أهزيمة ام انتصار؟

مراد الكرجاوي

تابعنا وتابع الجميع الانتخابات الجزئية بمكناس والحسيمة بعد إسقاط المحكمة الدستورية لمقاعد برلمانية، لكن الأنظار توجهت بالخصوص لمكناس حيث اشتد الصراع الانتخابي بين حزب العدالة والتنمية بمرشحه عبد السلام الخالدي واحزاب “بقية العالم” بمرشحتها الطاهري حيث ساندتها أحزاب البام والاستقلال والاتحاد الدستوري.

فسبحان الله هذا التحالف القبلي ضد البيجدي يعطي انطابعات بكون الآلة الانتخابية والحزبية للبيجدي مازالت قوية صامدة رغم السقوط من الطابق 17 في انتخابات 8 شتنبر على حد تعبير ابن كيران . 

لكن فعلا بعد استعمال المكبرات والتدقيق في مجريات الانتخابات بعمالة مكناس تبين فعلا أن البيجدي هو القوة السياسية الأولى بهذا الإقليم رغم مساحيق التي تخفي الحقيقة ونحن هنا لبيان ذلك : 

اولا : الحملة الانتخابية 

فالحزب الوحيد بعمالة مكناس الذي كانت له جرأة النزول للشارع للدعاية في كل الدائرة الانتخابية  حي حي دار دار ، على عكس حزب أخنوش الذي لم يكن حاضرا طيلة أيام الدعاية الانتخابية وكون الانتخابات تزامنت مع حملة ارحل اخنوش فقد هزمت المرشحة قبل خوض الانتخابات حتى . 

ثانيا : مناديب  الاحزاب ومراقبو المكاتب .

استطاع حزب العدالة والتنمية ان يقوم بتغطية جميع مكاتب التصويت بمناديب لمراقبة عملية التصويت وسير عملية الفرز . وتأتي هذه الخطوة لحماية وصيانة أصوات الناخبين من اي عملية تزوير وسنعود لتأثير ذلك على نتائج حزب العدالة والتنمية .
ثالثا :  نتائج الانتخابات الجزئية بمكناس  وقراءة أخرى .

ان المتمعن في نتائج الانتخابات وأصوات الناخبين يزكي بالملموس كون حزب العدالة والتنمية القوة السياسية الأولى ، جماعة مكناس ووسلان الحضريتان حاز البيجدي على الرتبة الاولى من حيث عدد الأصوات فيهما، وهذا ما يزكي أيضا ان حزب العدالة والتنمية حزب استطاع اقناع الساكنة الحضرية كعادته طبعا. بل ان حزب العدالة والتنمية استطاع بدعايته الانتخابية ومناضليه ان يقتحم ويكتسح انتخابات بعض الجماعات القروية جماعة واد الجديدة نموذجا . فهل انتصر حزب العدالة والتنمية أم هزم ؟ 

من وجهة نظري فإن حزب العدالة والتنمية انتصر والمقعد البرلماني مقعد للبيجدي بدون منازع لولا …..
الانتصار على أحزاب “بقية العالم” وعلى رأسها حزب اخنوش الذي يسير جماعة مكناس و بعض جماعات الإقليم ولم ينل ثقة ساكنة هذه الجماعات يدل بما لا يدع مجالا للشك أن حزب اخنوش انهار انتخابيا  وأن نتائج انتخابات 8 شتنبر تسائله على اعتبار أن هذا الحجم من المستشارين الجماعين ورؤساء هذه الجماعات بدون وزن سياسي فعلي بهذه الجماعات، 

رغم انهم استعملوا وسائل عمومية طيلة هذه الانتخابات فسيارات الجماعات لوحظت تجوب الاحياء والأزقة لنقل الناخبين في خرق سافر لابجديات الديمقراطية والقوانين المنظمة للانتخابات… ونتائج البيجدي بالجماعات الحضرية ما كانت لتكون لصالح البيجدي لولا العمل الجبار الذي قام به مراقبو الحزب بمكاتب التصويت إذ أربكوا  خطة وفرصة التلاعب بالنتائج كما وقع بواقعة 8 شتنبر الشهيرة . 

رابعا : السلطة ودورها في هذه الانتخابات الجزئية .

لوحظ ان اعوان السلطة كانوا يقومون بنقل وتوصيل الناخبين لمكاتب التصويت وإخراجهم للتصويت وبطبيعة الحال ليس للبيجدي بل لمدللة السلطة وذات النسب وممثلة أحزاب “بقية العالم”.

 خامسا : الجرم المشهود 

لاشك ان نتائج جماعة الدخيسة شاهدة على حجم الإرباك الذي أصاب مهندس هذه الانتخابات، ولضبط النتائج النهائية لتفوز المدللة أضيفت أصوات الموتى لترتفع نسبة التصويت بهذه الجماعة متجاوزة النسبة العامة ومتجاوزة الجماعات الحضرية ، علما أن مراقبي الحزب طُردوا أو مُنعوا من حضور عملية الفرز . وحجم الأصوات المضافة شاهد على حجم الجرم  المقترف في حق الديمقراطية وشاهد أيضا على قوة البيجدي كحزب .

ولا يسعنا في الأخير إلا أن نهنئ حزب العدالة والتنمية وعبد السلام الخالدي  ونشكره على اكتشاف ان عمالة مكناس قد غيرت من اسمها لتصبح عمالة الدخيسة  وأن مدينة مكناس ووسلان مجرد جماعات صغيرة مكروسكوبية.

وأمام كل ذلك فان المنتصر فعلا لا يحتاج للتطبيل حد الانتشاء ، بل يدل على ان المحتفل بهذه الطريقة التي تجاوزت الحدود حد التنمر على حزب البيجدي ومناضليه ومرشحيه وامينه العام دليل آخر على كون العدالة والتنمية انتصر فعلا بمواقفه ومبادئه ونضالية قواعده  وثقة الناخبين الفعلين الأحرار ، انتصار كبير تحقق ومعالم هذا الانتصار يعلمها فقط مهندس  هذه الانتخابات.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.