حمورو يكتب: العدالة والتنمية يمثل “روح السياسة” في المغرب

حسن حمورو

بدون تواضع، يمكن القول أن حزب العدالة والتنمية يمثل “روح السياسة” في المغرب منذ 1997 – على الأقل-.. كل الحملات الشعواء التي تعرض لها كانت تستهدف السياسة في العمق، وكلما كان الحزب في مستوى تمثل مبادئه التي حظي بموجبها بثقة الشعب بالتدرج، كلما فشلت تلك الحملات، وانكسرت أدواتها أشخاصا كانوا أو تنظيمات.. حدث أن ارتبك الحزب ما بعد انتخابات 2016 التي كانت نتائجها انتصارا باهرا للسياسة، واستمر في الارتباك لأن مستوى تمثله لمبادئه تراجع، وأدخل نفسه بتقدير خاطئ في مقاربة مناقضة لخطابه المعتاد، ما استغله خصومه شر استغلال، ونصبوا له الفخاخ الواحد تلو الاخرى، الى أن سهل عليهم اسقاطه في انتخابات 8 شتنبر الغريبة.

بالنسبة لخصوم السياسة، نتائج 8 شتنبر، معطى يصعب تكراره في كل انتخابات، بل فرصة تاريخية قد لا تتوفر شروط مشابهة لشروطها، لذلك يحاولون تثبيت مشروعيتها، للاستمرار في قتل السياسة، وبالتالي ابعاد المجتمع عن معادلة القرار العمومي، ولا ينغص عليهم في هذا المسار سوى حزب العدالة والتنمية (نسخة عبد الإله بنكيران).

في هذا السياق نفهم الهجوم الاهوج عليه من بعض الأدوات المتحركة في المشهد الاعلامي (ومواقع التواصل الاجتماعي)، لدرجة معاودة محاولات الايقاع بينه وبين الملك، على خلفية المواقف التي عبرت عنها لجنة العلاقات الدولية التابعة للحزب، بخصوص الانحراف المسجل في بلاغ وزارة الخارجية بشأن الاعتداء الصهـيـوني الاخير على غزة.

وهكذا ستستمر المعركة.. هجوم على السياسة لابعاد المجتمع، عن طريق الاستهداف الممنهج لحزب العدالة والتنمية، فاذا قاوم الحزب، تراجع الهجوم، واذا تراجعت مقاومته امتد الهجوم.

قلت ان العدالة والتنمية روح السياسة لأنه ما ان يتخذ موقفا، حتى يكون محورا للنقاش بين النخبة وبين العموم كذلك.

المستغرب هو كيف استطاع هذا الحزب أن يثير كل هذا النقاش، وقد خرج لتوه من هزيمة انتخابية مدوية (بالارقام).. مؤكد أن الانتخابات لم تعكس وزنه الطبيعي، لكن مؤكد كذلك أن الروح التي هو بها روح السياسة عادت اليه.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.