الطالب: تعنيف قاصرين لرجال الأمن مؤشر خطير على انهيار منظومة القيم والأخلاق وتماسك الأسرة 

انتشرت في الفترة الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صور فتيان أو شباب يعنفون رجال الشرطة أو الأمن، إما في الشارع العام  أو خلال مباريات كرة القدم، مما يستدعي البحث في الموضوع من لدن المختصين، ومعرفة أسباب هذا السلوك وكيفية محاصرته.
وفي هذا الإطار، يقول مصطفى الطالب، أكاديمي وناقد سينمائي، إن ما يحدث بخصوص تعنيف الأمنيين، يُعد مؤشرا خطيرا على ما وصل إليه مجتمعنا أو إلى ما وصل إليه جيل من الشباب يائس، لم يعد يؤمن بأي قيم ولا يحترم أحدا، بحيث أصبح يفضل السجن على الشارع أو المنزل.
وتابع الطالب في تدوينة نشرها بحسابه الفيسبوكي، “أكيد البطالة والفقر والهشاشة والفوارق الاجتماعية والمشاكل العائلية والسيكولوجية من بين الأسباب الرئيسية، لكن هناك أسباب أخرى لا تقل أهمية عن الأولى”.
ومن هذه الأسباب، وفق المتحدث ذاته، “التحول القيمي الذي يعيشه المجتمع المغربي وهو تحول خطير”، وكذا انهيار منظومة القيم والأخلاق وتماسك الأسرة التي كانت الضامن الأساسي للمجتمع.
وتابع، كما أن من العوامل أيضا، أننا “لم نستثمر في الإنسان أو المواطن ثقافيا وتربويا وتعليميا ودينيا، حتى يترسخ له الإحساس بالانتماء لوطن ولمجتمع يحضنه ويعيش من أجله”، فضلا عن انعدام الإحساس بالأمن النفسي والاجتماعي لدى المواطن الذي يبدو له المجتمع كغابة القوي يفترس فيها الضعيف.
وأضاف الطالب: رغم جانبها الإيجابي إلا أن الثورة الرقمية كان لها أثر خطير على مجتمعنا كباقي المجتمعات الأخرى، والتي، وفق الناقد الفني، توفر لائحة طويلة من المشاهد المتعلقة بالجرائم والقتل والسرقة والإباحية وغيرها من الأشياء التي تسبب الاكتئاب، نتيجة الحرمان أو ما يهيج الغرائز والإجرام.
“هناك أيضا الفراغ، خاصة الفراغ الثقافي والروحي في حياة الشباب الذي أصبح يعيش في عبثية”، يقول الطالب، مشيرا إلى تراجع دور الحكومة ومؤسساتها الشبابية في السنوات الأخيرة، وتراجع دور المجتمع المدني الذي لا يتوفر على الإمكانيات الكبيرة لإنجاح عملية التأطير الجيد، ومساعدة الشباب على تحقيق ذاته. 
وتوقف الطالب عند سبب آخر، ويتعلق بهوية المجتمع ككل، قائلا إننا لم نعد نعرف من نحن وماذا نريد؟ ولذلك أصبحنا نعيش في تيه وتخبط يلقي بظلاله السلبية على الشباب.
وخلص المتحدث ذاته، إلى أن ظاهرة تعنيف الأمنيين من لدن اليافعين والشباب، يستدعي علاجا فوريا ومقاربة شمولية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.